Take a fresh look at your lifestyle.

واحة جغبوب

111

متعودة.. دايماً

اوعى تفتكر إن تيران وصنافير أول أرض تتنازل عنها السلطة في مصر، وتعمل اتفاقية غصبن عن عين الشعب تسلم بيها حتة من مصر لـ دولة تانية، وخليني أحكي لك الحكاية دي.

سنة ١٩٢٥ حصلت مفاوضات بين مصر وإيطاليا لـ ترسيم الحدود ما بينهم، مش غريبة على فكرة، مصر كانت دولة مستقلة، حتى لو كان استقلال منقوص، بس كانت مستقلة، في حين كانت ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي، فـ كان طبيعي وقتها إن حدود مصر الغربية تترسم مع إيطاليا.

واحة جغبوب
واحة جغبوب

الخلاف بيننا وبينهم كان على حتتين أرض، الحتتين مصريتين، بس إيطاليا صممت إنهم تبعها: الحتة الأولى كانت خليج السلوم، والهضبة اللي بـ تطل عليها لـ حد بردية غربا، والحتة الثانية كانت واحة جغبوب، وكان اللي بـ يقود المفاوضات من الجانب المصري، إسماعيل صدقي، اللي كان وزير في حكومة زيور باشا، ومن الناحية الطليانية كان واحد اسمه نجروتو كامبيازو.

تنازل اولاني

حسب مذكرات إسماعيل صدقي، مصر كانت مهتمة بـ الحتة الأولى، وعلشان تاخدها مستعدة تتنازل عن الثانية، على أساس إنه مستحيل ناخد الحتتين، ما أعرفش ليه مستحيل إذا كانوا بتوعنا، بس هو ده اللي كان ماشي، والمفاوضات قعدت تستمر وتقف كذا مرة. في النص، إسماعيل صدقي استقال من الوزارة،

 بس الحكومة كلفته يستمر في متابعة الملف، بل زودوا الموضوع بـ إنهم سمحوا له يسافر يقابل موسوليني بـ ذات نفسيته علشان يقفلوا الملف ده تماما. فعلا تم الاتفاق بـ حصول مصر على خليج السلوم، وحصول إيطاليا على واحة جغبوب، وتم توقيع التنازل المصري برئاسة زيور باشا يوم 6 ديسمبر ١٩٢٥، بس كان لازم. طبقا لـ الدستور المصري عرض الأمر على البرلمان لـ إقرار الاتفاقية.

وقتها مكنش فيه برلمان لـ إنه حكومة زيور باشا حلته، فـ كان لازم الانتظار لـ حد انتخاب برلمان جديد، وتخيل يا أخي إنه وقتها كان البرلمان برلمان بـ جد، مش كده وكده، يعني ما استقبلوش موسوليني في مجلس النواب وقعدوا يهتفوا بـ حياته، ويصقفوا له مع كلمة مش مفهومة تطلع من بقه، ولا يحزنون، بـ العكس البرلمان الجديد رفض بـ أغلبية مطلقة توقيع الاتفاقية.

دستور تفصيل

سنة ١٩٢٦ استقالت حكومة زيور باشا، والوضع كان لسه معلق، والأمر اتعرض تاني وتالت ورابع على البرلمان، والبرلمان فضل يرفض لـ حد سنة 1930 ما جات، وجابت معاها خبر غير سار لـ الأمة المصرية، لـ إن إسماعيل صدقي، اللي عمل الاتفاقية جـه رئيس وزرا، وشكل الحكومة.

الفاجعة في تولي صدقي الحكومة مكنتش بس في ملف واحة جغبوب، الراجل عمل انقلاب كامل لـ درجة إنه ألغى دستور ١٩٢٣، اللي كانت مصر بـ تفتخر بـ إنها قدرت تنجزه (وقتها دول الخليج بـ الكامل مكنتش لسه ظهرت لـ الوجود)، إسماعيل صدقي ألغى الدستور، وعمل دستور جديد عمولة، هو دستور ۱۹۳۰.

مع الدستور الجديد كان طبيعي يتحل البرلمان وييجي برلمان جديد، وزي ما قدر إسماعيل صدقي يعمل دستور على مقاس حکومته، قدر يعمل انتخابات مزورة بـ الكامل، أشرف هو بـ نفسه على تزويرها، وكانت الأحزاب السياسية قاطعت الانتخابات، ما عدا بعض الأحزاب الكارتونية، وجه برلمان ماركة صنعة إيديا وحياة عينيا.

ملف واحة جغبوب كان واحد من ملفات كثيرة كان عايز إسماعيل صدقي يمررها من خلال مجلس النواب بتاعه، وفعلا وقع البرلمان الاتفاقية اللي ظهرت لـ الوجود رسميا في يونية ١٩٣٢، واللي بـ مقتضاها أصبحت الأرض المصرية أرض إيطالية، ثم لما مشيت إيطاليا من ليبيا بقت واحة ليبية بـ مقتضى الاتفاقية. وكل عام وإنت بـ خير.

Comments are closed.