مذبحة سان بارتيليمي بفرنسا

By Ahmed Hussien Last updated فبراير 4, 2022

تعرفوا مذبحة سان بارتيليمي اللي حصلت من 448 سنة في فرنسا !؟
لو مسمعتش عنها قبل كدا ، شد كرسي وتعالالي . .

لما قامت الثورة الفرنسية حصل مذابح وحشية والمقصلة اشتغلت بكل قوتها وطيرت الاف الرؤوس لرجال ونساء وحتي لاطفال . .

المفجأة بقي . . ان دي مكنتش المذبحة الوحيدة في تاريخ فرنسا ، فتعالوا احكيلكم اللي حصل في ليلة 24 اغسطس سنة 1572 . .

في القرن السادس كان في حروب دينية بين طائفة الكاثوليك و طائفة البروتستانت و فضلت الحروب دي لسنين طويلة و اتقتل خلالها الاف البشر ، و في سنة 1570 بالتحديد قادة الكاثوليك و قادة الهوجونوت (وده اسم الطائفة البروتستانت في فرنسا) وقعوا على معاهدة سلام علشان ينهوا الحرب المستمرة بينهم لسنين طويلة ، وعلشان يثبتوا السلام اللي بين الطائفتين ده وصلوا لاتفاق بتزويج مارجريت أخت ملك فرنسا الكاثوليكي شارلز التاسع الى هنري التالت ملك نافارا البروتستانتي . .

سنة 1572 بدأت تحضيرات الزواج الملكي في باريس وكانت باريس غالبيتها من الطائفة الكاثوليكية و بدأ الالاف من الهوجونوت يجوا على المدينة علشان يشاركوا في المناسبة السعيدة دي و كان على رأسهم قادتهم و اغنيائهم و الشخصيات المهمه في الطائفة و رغم ان الاجواء كانت مفرحة في الظاهر لكن كانت نار الحقد و الكراهية مشتعلة في قلوب الناس من الطائفتين و بالذات كاثوليك باريس اللي كانوا زعلانين وقلوبهم مقهورة علشان شوارع مدينتهم فيها العدد الكبير ده من اعدائهم الهوجونوت . .وكان الموقف كله غريب وفي توتر خفي بيملئ الاجواء و كانت القلوب مشحونة بطريقه مش طبيعيه . .

وفجأة . .

اضربت طلقة من نافذة مجهولة علي اللادميرال جاسبرد دي كوليكني ، وده كان واحد من اشهر قادة الهوجونوت اللي جايين علشان يحضروا الزفاف ، بس الطلقة مقتلتش كوليكني لكنها اصابته بجروح وبسببها بقي طريح الفراش والظاهر كدا انها كانت محاولة أغتيال ، ولحد النهاردة محدش عارف مين اللي كان ورا محاولة الاغتيال دي . .

المؤرخين بيقترحوا شوية اسماء ممكن تكون هي السبب في محاولة الأغتيال الفاشلة ، بس اكتر الاسماء دي ترجيحا كان اسم كاثرين دي مديسي والدة الملك و الحاكمة الفعلية لفرنسا في الوقت ده و وكان عندها اعتقاد هي و اتباعها ان حضور الهوجونوت الكثيف للمدينة كان للقيام بأنقلاب . .

محاولة الاغتيال أثارت غضب طائفة الهوجونوت و طالب عدد منهم في البلاط الملكي بالمطالبة بأن يعاقب مخطت ومنفذي محاولة الاغتيال ، في الوقت ده اخو الادميرال كوليكني عرف ان اخوه اتعرض لمحاولة اغتيال فجهز بسرعة 4 الاف جندي وخدهم وراحوا بالقرب من باريس و ده زود مخاوف الكاثوليك من ان الهوجونت بيجهزوا للانتقام.

في مساء يوم 23 اغسطس ذهبت كاثرين علشان تشوف ابنها الملك و اتنقشوا في الاوضاع المتأزمة في المدينة و في النهاية خدوا قرار بتصفية قادة الهوجونوت اللي كان اغلبهم ضيوف على الملك في قصر اللوفر . .

وبعد ما مراسم الزفاف الملكي ما انتهت لكن كتير من قادة الهوجونوت فضلوا في باريس علشان يتناقشوا في بعض الامور عن معاهدة السلام مع الحكومة الفرنسية . .

الملك صرخ وقال ” اقتلوهم .. لكن اقتلوهم جميعا ! لا تبقوا على شخص واحد منهم على قيد الحياة لكي يلومني”.

في اليوم التالي واللي كان عيد القديس بارتولوميو ، بدأ التحضير للمجزرة . .و تم محاصرة المدينة من جميع الجهات و اغلقت جميع ابوابها ، اتوزع السلاح على الاهالي علشان يضمنوا القضاء على اي محاولة للمقاومة ، و قررت كتيبة حماية الملك السويسري انها تصفي قادة و شخصيات الهوجونت الهامة . .

بقت كل حاجة جاهزة للمجزرة و كانت العلامة بين الكاثوليك هي قطعة قماش ابيض يتربط على الذراع الشمال علشان يعرفوا بعض في الظلام و المل بقي في انتظار ساعة الصفر لعمل ابشع المجازر اللي عرفها التاريخ.

وفي اغسطس سنة 1572 الساعة 2 صباحاً بدأت أشارة البدأ وكانت عبارة عن دق اجراس القصر و واول حاجه كتيبة حماية الملك عملتها انهم راحوا للادميرال كوليكني و سحبوه من سريرة وهو لسه مصاب من محاولة الاغتيال و قتلوه ورموا جثته من الشباك وكان الناس في كل مكان وبمحرد انه وقع علي الارض الناس قطعوا جثته قطع والملك ارسل رأسه الى البابا في روما . .

وفي نفس الوقت راحت قوات لقصر اللوفر وقتلوا بقية قادة الهوجونوت الضيوف واللي قدر يهرب اتقتل في الشارع .

حصل حالة من الهيستريا الجماعية المجنونة في المدينة ، و الناس بقت تقفل الشوارع بالسلاسل الحديد علشان الهوجونت ميقدروش يهربوا ، وهجم الكاثوليك علي منازلهم و محالاتهم التجارية ، وبقوا يقتلوا الرجال و يغتصبوا النساء و وبعد كدا يقتلوهم ، ومكنوش بيرحموا حتى الاطفال و كانوا بيمسكوا الاطفال يدبحوهم زي الخرفان وبعد كدا يقطعوهم بالسيوف لقطع . .

شوارع باريس بقت مليانه بالجثث و امتليء نهر السين بأشلاء القتلى ، لدرجة ان المؤرخين بيذكروا ان الناس امتنعت عن اكل السمك لأشهر طويلة لأن احشائها كانت مليانه ببقايا الجثث البشرية.

و بالرغم ان البلاط الملكي امر في اليوم اللي بعدة اللي كان يوم 25 اغسطس ، بوقف المجزرة لكن رعاع باريس و اوباشها موقفوش قتل و ذبح الهوجونوت و استمرت المذبحة لأيام و اسابيع و امتدت المجزرة لمدن فرنسية اخرى ،و المؤرخين بيقولوا ان وصل عدد القتلي في المجزرة البشعة دي بين 30 الف و 100 الف قتيل في واحدة من ابشع المجازر الدموية في التاريخ و اللي بترفض الكنيسة الكاثوليكية الاعتذار عنها لحد النهاردة.

اللي تبين بعد كدا ان كان الهدف من المجزرة هو القضاء على البروتستانت تماماً، وده كان بأوامر من الملك شارل التاسع ووالدته كاترين دى ميديشى خوفاً من سطوة وانتشار البروتستانتية و كمان نتيجة عدة مشاكل كان ليها علاقة بالبلاط الملكى فى فرنسا، وكانت المشاكل دي بتتعلق بوالدة الملك هنرى لأن زوجها اعتنق المذهب الكاثوليكى، وبعد ما مات قامت هى بفرض المذهب البروتستانتى على إقليم بيارن بالقوة ، وده خلي البابا بيوس الرابع يفكر فى عزلها