Take a fresh look at your lifestyle.

مدفع رمضان “حواديت المحروسة”

12

الحاجة فاطمة

مدفع رمضان كان اسمه الحاجة فاطمة. والحاجة فاطمة، أعزك الله، هي بنت الخديوي إسماعيل، اللي شفنا حكاية توليه العرش، وفاطمة كانت بـ تحب المصريين والمصريين بـ يحبوها، دي اللي اتبرعت بـ دهبها علشان إنشاء جامعة القاهرة، ومجلة الهلال كانت ناشر الها صورة شهيرة وهي لابسة كل المجوهرات دي، وعملت أوقاف كثيرة علشان الجامعة، واسمها مازال محفور، كنت بـ أشوفه في مدخل كلية آداب القاهرة أيام ما كنت طالب فيها.

الحاجة فاطمة دي عملت حاجات كتير التاريخ فاكرهالها، منها مدفع رمضان.

حكاية المدفع

الحكاية بدأت من مدفع كان فوق سطح القلعة، والمدفع ده له تاريخ، يعني اشترك في تلات حروب هي تركيا ضد روسيا في شبه جزيرة القرم، وحرب المقاومة الفرنسية لـ ثورة المكسيك، ومحاولات غزو بلاد الحبشة.

مدفع رمضان
مدفع رمضان

المدفع ده انضرب بـ الغلط في أول يوم من أيام رمضان، قال لك كانوا بـ ينضفوه، فـ طلعت منه قذيفة، وتصادف إن اللحظة كانت لحظة أدان المغرب، في المصريين اعتقدوا إن دي طريقة جديدة ينبهوا بيها الناس لـ الأدان فـ يفطروا، قوم لما الحاجة فاطمة شافت فرحة المصريين، أصدرت فرمان إن ده يبقى كل يوم.

هو أنا ما أعرفش مين اللي كان بـ ينضف المدفع وقت الإفطار، ولا هو واحد مش صايم، ولا إيه اللي حصل بـ الظبط. المهم، الفرمان كان إن المدفع يضرب وقت الإفطار، ووقت السحور كمان، وبـ مرور الوقت توسعت الفكرة، وبقى في القاهرة خمس مدافع لـ الإفطار، مدفع الحاجة فاطمة، اللي فوق القلعة، وواحد تاني في القلعة برضه، وواحد في العباسية وواحد في حلوان، وواحد في مكان مصر الجديدة حاليا.

انتشار الفكرة

من مصر بدأت الفكرة تنتشر، أولا في بلاد الشام: القدس ودمشق وغيرهم، وبعدين بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها اتنقل لـ مدينة الكويت، وكان أول مدفع لـ الكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح، سنة ١٩٠٧.

بعد كده انتشر في كل بلاد الخليج، قبل ما تبقى بلاد في عهد ما قبل البترول، بعديها اليمن والسودان، وحتى دول غرب أفريقيا زي تشاد والنيجر ومالي، ودول شرق آسيا، مدفع الإفطار اشتغل مثلا في إندونسيا سنة 1944.

في الوقت اللي كان مدفع رمضان بـ ينتشر في أنحاء العالم، توقف العمل بيه في مصر لـ فترة طويلة، لـ حد ما جه وزير الداخلية الشهير أحمد رشدي، اللي قرر عودة مدفع رمضان لـ العمل، ورجعه مكانه فوق سطح القلعة.

وقتها، هيئة الآثار اعترضت، وقالت إن المدفع خطر على جدران القلعة وجامع محمد علي والمتاحف الموجودة هناك، فـ نقلوه لـ حتة فاضية فوق جبل المقطم، ودلوقتي فيه تلات مدافع رمضان في القاهرة، منهم واحد قدام متحف الشرطة.

طب والنعمة إحنا شعب رايق

بس تصدق فيه سؤال شغلني كثير : هي القذيفة اللي بـ تنطلق دي بـ تروح فين؟ مش يمكن تعور حد ولا نموته ولا تهدم بيت ؟ ازاي بـ يتفادوا آثار الضربة من غير ما تعمل تدمير ؟ مرة سألت الراجل الصول المسئول عن ضرب المدفع السؤال ده من كام سنة، كنت قابلته في لقاء مع الست إسعاد يونس، فـ قال لي إن المدفع مش بـ يضرب قذيفة ولا حاجة، ده صوت بس، زي مسدس الصوت كده، بـ يعمل فرقعة بس ما بـ يضربش. هم بـ يحطوا كتل بارود في المدفع اللي ارتفاعه عن سطح البحر 170 متر، وبعدين يشدوا الحبل على البارود، فـ يعمل صوت بـ ينتشر في محيط عشرة كيلو متر، وفيه ناس بـ تيجي تشوف لحظة إطلاق المدفع، ويقعدوا يهللوا لحظة الإطلاق.

Comments are closed.