Take a fresh look at your lifestyle.

لعنة دنشواي “حواديت المحروسة”

125

العار

حادثة دنشواي، 1906، من الحاجات المحفوظة والمحفورة في تاريخ مصر، والحكاية إن كام ظابط إنجليزي راحوا يصيدوا الحام، وكانوا في قرية اسمها «دنشواي»، محافظة المنوفية، في مؤذن القرية لاحظ إنهم بـ يصطادوا وسط الأهالي والزراعات وممكن تحصل مشكلة.

طب دقيقة افهموا

الظباط ما فهموش كلام الراجل، علشان اختلاف اللغة، فـ الحوار اتطور، وطلع عيارات من بندقية واحد من الظباط، قتل مرات أخو المؤذن، كان اسمها أم صابر، وولع في التبن، فـ طلع المؤذن وسط الناس يقول: «الخواجة قتل المرة وحرق الجرن» .

حصلت مطاردات من الأهالي لـ العساكر اللي ما بقوش فاهمين الوضع، وواحد منهم خد ضربة شمس مات فيها، فجت القوات الإنجليزية وقبضت على الأهالي بـ شكل عشوائي، وقدموا لـ المحاكمة ٩٢ فلاح مصري، تمت إدانة 36 منهم، أربعة اتعدموا، والباقي ما بين الأشغال الشاقة المؤبدة والجلد.

اللي يهمنا هنا إن فيه ثلاثة مصريين شاركوا في المحاكمة، والثلاثة طاردتهم لعنة المحكمة الشؤم دي طول اللي فضل من عمرهم، اتنين كانوا قضاة، وواحد كان ممثل النيابة.

قضاء على متفرج

دنشواي
دنشواي

أول القضاة كان بطرس باشا غالي، اللي هـ يتم اغتياله سنة 1910، وده حكينا حكاية اغتياله أكثر من مرة، بس إبراهيم الورداني اللي قتل بطرس غالي ما قتلوش علشان دنشواي، كان بـ سبب قناة السويس، بس الحكاية

كلها منفدة على بعضها. قبل ما نشوف القاضي التاني، خلينا نشوف ممثل النيابة، اللي هو إبراهيم الهلباوي، المشهور بـ اسم جلاد دنشواي، مرافعته في المحكمة كانت من أعجب الحاجات اللي اتقالت في تاريخ مصر، ومنها:

«إن الاحتلال الإنجليزي لمصر حرر المواطن المصري وجعله يترقى ويعرف مبادئ الواجبات الاجتماعية والحقوق المدنية، وإن هؤلاء الضباط الإنجليز، كانوا يصيدون الحمام في دنشواي، ليس طمعا في لحم أو دجاج، ولو فعل الجيش الإنجليزي ذلك لكنت خجلا من أن أقف الآن أدافع عنهم»

بعدين شاور على الفلاحين المتهمين وقال:

«هؤلاء السفلة، وأدنياء النفوس من أهالي دنشواي، قابلوا الأخلاق الكريمة للضباط الإنجليز بالعصي والنبابيت، وأساؤوا ظن المحتلين بالمصريين بعد أن مضى على الإنجليز بيننا خمسة وعشرين عاما، ونحن معهم في إخلاص واستقامة»

الكلام كان بـ يوجع أكثر من الأحكام، ويبدو إنه حس بعدها بـ بشاعة الكلام اللي قاله، واللي عمله، فـ قعد بعدها يحاول عنها بكل السبل، لـ درجة إنه تطوع بـ الدفاع عن إبراهيم الورداني اللي قتل بطرس غالي، وربط في دفاعه بين اغتيال غالي وحادثة دنشواي، وقال نصا:

«المصريون كلهم كرهوا محاكمة دنشواي، واحتقروا كل من شارك فيها ودافع عن المحتلين الإنجليز، ولست هنا في مقام التوجع ولا الدفاع عن نفسي، ومع ذلك أستطيع أن أؤكد أن الشعب المصري يحتقر كل من يدافع عن المحتلين أو يأخذ صفهم أو يبرر جرائمهم. وأؤكد أيضا أن مواطنينا لم يقدروا الظروف التي دفعتني إلى ذلك، لهذا جئت للدفاع عن الورداني الذي قتل القاضي الذي حكم على أهالي دنشواي بالإعدام، جئت نادما أستغفر مواطنينا عا وقعت فيه من أخطاء شنيعة. أنا وغيري اللهم إني استغفرك وأستغفر مواطنينا»

بس حتى الخطبة العصاء دي ما شفعتلوش، وعاش حياته بـ ذنبه .

القاضي التاني بقى كان فتحي زغلول، أخو سعد زغلول الصغير، وفي الوقت اللي كان سعد رمز وطني أخوه كان رمز لـ الخيانة والتعاون مع الإنجليز، وكان على علاقة وثيقة بـ اللورد كرومر، وده اللي خلى سعد زغلول يقاطعه بقية حياته.

فيه ناس بـ تفسر تعاون فتحي مع الإنجليز بـ إنه كان غيران من سعد، ومن حب المصريين ليه، فـ كان بـ يعمل أي حاجة عكسه، أو زي ما قال الشاعر : «لن أعيش في جلباب أخي». عموما، الفرق بين زغلول والهلباوي إن الهلباوي اعتذر، إنا زغلول فضل مصمم لـ النهاية .. يالا، ربنا يرحم الجميع .

Comments are closed.