نار الحب ولا جنة العرش
أيتها الحلم ما أتعسني بعيدا عنك
القصر الذي أعيش فيه أشد وحشة من كوخ صغير
المجد الذي حولي هو ذل وهوان بدونك
عبارة الغزل الشعرية دي، كانت مقدمة جواب غرامي، محدش عارف إذا كان حقيقي ولا متفبرك، بس كونه مرتبط بـ عرش مصر، هو اللي هـ يخلينا نبص على حكايته، فـ نبدأها من الأول: السلطان حسين، ابن الخديوي إسماعيل، تولى عرش مصر سنة 1914، لما اتفرضت الحماية البريطانية على مصر، ولقب سلطان كان سببه إن حاكم الدولة العثمانية سلطان،
فـ كان الغرض هو إعلان استقلال مصر عن الأتراك، وسموا الحاكم سلطان. الوريث «الشرعي» لـ عرش السلطان حسين كان ابنه البرنس كمال الدين حسين، اللي خلفه من عين الحياة بنت أحمد رفعت اللي مات في كفر الزيات، وشفنا حكايته.
تخيل يرفض
قبل ما يموت السلطان حسين، هـ يظهر في الصورة الأمير فؤاد، ابن الخديوي إسماعيل، اللي هـ يعرضوا عليه يبقى ملك على ألبانيا، فـ يرفض ويفضل إنه يقعد في مصر في الديوان، رغم إنه مش وريث العرش، بس شکله كان قاري اللي فيها.
فعلًا، کمال الدين حسين ابن السلطان قرر يتنازل عن العرش لـ الأمير فؤاد، واشترط عليه إن التنازل ده يقرب ما بينهم ما يبعدش، والغريب إن ده محدش كتير وقف عنده، ولا سرت الإشاعات كـ ما هي العادة في المواقف اللي زي دي، وفؤاد بقى السلطان من غير أي مشاكل، قبل ما يتحول فؤاد لـ أول ملك مصري.
بعد 15 سنة من الحكاية دي، هـ يتعب الأمير كمال الدين حسين، ويصاب بـ جلطة، ويدخل مستشفى الأنجلو أمريكان، ولـ إن الطب مكنش لسه اتقدم، كان علاجه الوحيد بتر رجله، فـ يصر على تأجيل العملية لـ حد ما يكتب وصيته لـ مراته نعمة الله بنت الحديوي توفيق، بـ إنها تاخد القصر بتاعه، اللي هـ تتبرع بيه ويبقى مبنى وزارة الخارجية القديم.
الميراث المزعوم
الأغرب إنه بعد إجراء العملية صمم البرنس إنه يروح فرنسا، إشمعنى فرنسا؟ محدش كان عارف، بس هو صمم، وراح بـ الفعل، واتوفى هناك في 6 أغسطس ١٩٣٢.
زي ما قال الفرنسيين: فتش عن المرأة، فـ بعد وفاة البرنس، هـ تظهر ست فرنساوية، اسمها مدام فیال دیمنییه، معاها محامي، وهـ تدعي إنه كان متجوزها، وإنه مخلف منها ولد في السر، وجاية تطالب بـ ميراث الابن ده من أبوه، حسب ادعاءها، في طبعا الملك فؤاد قال لها: أمك في العشة ولا طارت، إحنا مش بـ نعترف غير بـ الجوازات اللي بـ يعقدها البلاط الملكي، غير كده ما أعرفكيش.
المحامي كان متوقع الرد ده، هو بس كان بـ ياخد خطوة لابد منها، فراح المحاكم المختلطة يطالب بـ الميراث المزعوم، وقدم أدلة تثبت العلاقة بين كمال الدين حسين وفيال، اللي يهمنا من الأدلة دي جواب غرامي من البرنس لـ العشيقة السرية، بـ يقول لها فيه:
«أيتها الحلم ما أتعسني بعيدا عنك، القصر الذي أعيش فيه أشد وحشة من كوخ صغير، المجد الذي حولي هو ذل وهوان بدونك. إنني أكره كل شيء حولي لأنني لا أحب سواك، إن والدي السلطان حسين كامل عرض علي اليوم أن أكون ولي عهده. أي سخافة هذه! إن معني ذلك أن أفتقدك ولا أستطيع أن ألقاك كما أشاء وأين أشاء.
حب ايييييييه
حين قلت له: «لا»، دهل ولم يفهم، لأنه لا أحد في الدنيا يمكن أن يتخيل أن حبك عندي هو حلمي الوحيد في الحياة، حتي إنني بين ذراعيك أنسى أنني أمير وأشعر أنني عبد، أريد أن تنتهي الأزمة بيني وبين أبي لأحضر إليك، إن قيام الحرب لا يمنعني أن أترك مصر وأحضر إليك خصيصا لأعانقك» . تنتهي ،
بغض النظر عن إن القضية اتنست في دهاليز المحاكم، بس لو صحت، يبقى الراجل ضحى بـ عرش مصر، علشان عرشه في قلب الست
Comments are closed.