Take a fresh look at your lifestyle.

كتاب فن التعامل مع الناس 2023 بصيغة PDF مجانا

49

مقالنا اليوم عن كتاب فن التعامل مع الناس للكاتب العالمي ديل كارنيجي بصيغة PDF ويطرح الكاتب آليات التعامل مع الناس،وهي تعتبر أحد الأمور المهمة بحياتنا، كبيرا مفاتيح وأسرار وأخلاقيات تمكن الفرد من المحافظة على علاقته السلطة مع المحيطين به من بعيد أو من قريب.

عنوان الكتاب:

فن التعامل مع الناس

المؤلف:

ديل كارنيجي 

عدد الصفحات:

186 صفحة 

صيغة الكتاب:

Pdf

تصنيف كتاب فن التعامل مع الناس:

تنمية بشرية 

كتاب فن التعامل مع الناس
كتاب فن التعامل مع الناس

مقدمة كتاب فن التعامل مع الناس:

لا تتعجل في محاسبة الناس

في السابع من شهر مايو سنة ١٩٣١، وفي مدينة نيويورك تم القبض علی « كرولي ذي المسدسين» القاتل الطاغية الذي لم تشهد المدينة مثله في العنف والإجرام، هذا السفاح الذي لم يشرب الخمر أو يدخن مطلقاً. في نهـار ذلك الـيـوم، قـام مـئـات من رجـال الـشـرطـة بـحـصـار منزل صديقته، وحاولوا إجلاءه عن المنزل باستخدام الغازات المسيلة للدموع، فلم تفلح هذه الطريقة، فـمـا كـان إلا أن صعدوا بمدافـعـهـم الـرشـاشـة إلى المنازل المجاورة، وتحت نيران المدافع تم القبض على كرولي، حيث صرح رئيس الشرطة أن هذا الـسـفـاح من أخطر الـعـتـاة الـذيـن عـرفـتـهـم مـديـنـة

نيويورك، لقد كان يقتل لمجرد رميه بريشة . ولكن . . فيما كان هذا السفاح يفكر لحظة القبض عليه؟ بينما كان رجال الشرطة منشغلين في حصار المنزل الذي اختبأ فيه کرولى، كان هو منكباً على كتابة رسالة موجهة « إلى من يهمه الأمر» قال فيها: «إن بين ضلوعي قلباً حزيناً ولكنه ينبض بالرحـمـة، قلبـاً لا يحمل حقداً لأحد ولا يضمر أذى لأحد » . وقد حكم على كرولي بالموت بالكرسي الكهربائي .

وحين جيء به إلى غرفة تنفيذ الحكم في سجن سنج سنج، لم يقل :

هذا هو عقاب المجتمع على ما اقترفت يداى، وإنما قال : هذا هو جزائي لقاء دفاعي عن نفسي ! نقصد من وراء هذه القـصـة أن كرولى لـم يـلـم نـفـسـه أبدأ بـل كـان يحاول مـصـالحـتـهـا حتى في أحلك الأوقات . . لكن هل كـان كـرولی يختلف في ذلك عن بقية القتلة والسفاحين؟ قبل أن تجيب تمعن جيداً في هذه الكلمات : «لقد أمضيت كل حياتي في إسعاد الناس ومـسـاعـد تـهـم لـقـضـاء أوقـات فـراغـهـم في سعادة، فكان ثوابي على هذا سعى رجال الشرطة ورائی لاعتقالي وسفك دمائي » . هل تصدق أن قائل هذه الكلمات « آل كابوني » زعـيـم الـعـصـابة الأخطر في تاريخ شيكاغو . فهو أيضـاً لـم يـلـم نـفـسـه أبداً على جـرائـمـه . . اعـتـبـر نـفـسـه مصلحاً اجتماعياً ووجه اللوم إلى الناس لأنـهـم لـم يـفـهـمـوا ولـم يـحـسنـوا مـعـرفـتـه

جيداً.

أما « شولتيز الهولندي » وهو أحد أشهر مجرمى مدينة نيويورك، فقد صرح يوماً عبر الصحف قائلاً إنه مؤمن بكونه مصلحاً اجتماعياً. وذكـر أنـه راسل « لويس» حـاكـم سـجـن « سنج سنج» وكـانـت مراسلاتهما مثاراً للدهشة موضحاً أن « لويس » كتب إليه ذات مرة يقول : « نادراً أن نجد بين المجرمين من ينظر إلى نفسه كـآثـم شـرير، إن نظرةنزلاء سجن « سنج سنج » إلى أنـفـسـهـم لا تقل شيئاً عن نظرتك إلى

نفسك . . وهم قادرون أن يبرروا لك أعمـالـهـم المنـافـيـة للقانون مؤكدين لك أنه لم يكن هناك ثمة مبرر لاعتقالهم وإيداعهم السجون . هكذا كـان « كرولي ذو المسدسين»، و«آل كـابـونی »، و » شـولـتـز الهولندى»، وآخرون من نفس فصيلتهم، لا يلومون أنفسهم أبداً، فما بالك بأناس عادييـن كـالـذيـن نـقـابـلـهـم يـومـيـاً ونتصل بـهـم فـهـل سـيـتـقـبـلـون لومك لهم ؟!

المالي المعروف « جـون وانا ميكر» كـان يؤكد دائماً في تصريحاته قائلاً: أيقنت مـن تجـارب ثلاثين عـامـاً أن مـن الحـمـق أن تلوم أحـداً، وانشغالي بإصلاح عيوب نفسي يكفيني عن التفكر في أن الله سبحانه وتعالى لم يشأ أن يوزع هبة الذكاء بين الناس سواسية » . لكن إذا كان « وانا ميكر» أدرك الدرس مبكراً، فأنا أمضيت ثلاثين عاماً في هذه الدنيا أتخبط قبل أن أتعلم أن 90% من الناس لا ينتقدون

أنفسهم مهما بلغت أخطاؤهم . فـالـلـوم مـؤلـم للغاية يجعل الإنسان يـقـف مـدافـعـاً عن نـفـسـه يـسـيـق مبررات مواقفه للحفاظ على كبريائه وصورته أمام نفسه والآخرين . . . والأمثلة عديدة على مر التاريخ على عقم اللوم . كالخلاف الشهير بـيـن « ثيودور روزفلت » والرئيس « تافت » والذي انتهى بـهـزيـمـة الحـزب الجمهورى برئاسة « روزفلت » هزيمة شنعاء في سياق الانتخابات علىکرسي الرئاسة بالولايات المتحدة الأمريكية . ففي عام ١٩٠٨ خرج روزفلت في رحلة صـيـد إلى غابات إفـريـقـيـا وتولى نيابة عنه « تافت » شئون الرياسة لحين عودته . وعقب العـودة وجـد روزفلت أن نائبـه قـد تقاعس عن أداء مهامه بالرغم من اقتراب موعد الانتخابات . . فاستشاط غيظاً ووجه إلى تافت اللوم، وفي الحقيقة كان « روزفلت » محقاً في هذا اللوم لأن تقاعس « تافت » كـان سـبـبـا في السقوط المدوى للحزب الجـمـهـورى خلال الانتخابات .

ولكن هل لام الرئيس « تاقت » نفسه ؟ لم يلم « تافت » نفسه بل ترقرقت الدموع في مقلتيه وهو يقول : « لا أتصور كيف كان يمكنني التصرف غير ما قمت به » . على أية حال لا يهم إطلاقاً البحث عمن يقع عليه اللوم « روزفلت » أم « تافت »؟ ما يعنينا هنا هو أن لوم روزفلت لم يقنع « تافت » بأنه كان على خطأ، بل جعله يحاول أن يبرر فـعـلـتـه ويـبـرى نـفـسـه و الـدمـوع في مقلتيه .

في هذه المواقف، تلعب الـطـبـيـعـة الإنـسـانـيـة دورها، والمخطئ يـلـومـه الجميع إلا نفسه، ونحن جميعاً سواء في هذا . تذكروا « كرولى ذا المسدسين» و« آل كابوني» و« الرئيس تافت » قبل أن يخطر ببالكم أن توجـهـوا الـلـوم لأحد واذكروا دائماً أن اللوم كـ الـطـيـور.

فهرس كتاب فن التعامل مع الناس: 

غير مفهرس

تحميل كتاب فن التعامل مع الناس بصيغة PDF مجانا

 من هنا

Comments are closed.