قصة خيانة الملك كاشيبا و قلعة السماء في سريلانكا

By Ahmed Hussien Last updated ديسمبر 18, 2021

تعالوا احكيلكم قصة خيانة الملك كاشيبا و قلعة السماء في سريلانكا

الملك كاشيبا كان ملك سيرلانكا وحكم البلاد في القرن الخامس في الفترة من 473 إلي 495 وهو اللي بني قلعة سيجيريا اللي موجودة فوق صخرة سيجيريا، وكان الملك كاشيبا هو الإبن الأكبر للملك داتوسينا لكن مكنش هو الوريث الشرعي للعرش، علشان والدته مكنتش من أصول أرستقراطية أو ملكية، لكن أخوه موجلانا كانت والدته من أصول أرستقراطية وده اللي أهله انه يكون وريث للعرش بعد والده. .

بس كاشيبا مسكتش وفضل يخطط لفترة طويلة علشان يقدر ياخد الحكم ، وقرر انه يسترضي والده بكل الطرق علشان ياخد القرار ده ، لكن كل محاولاته فشلت ، فقرر الإطاحة بوالده من الحكم واللي ساعده علي ده واحد أسمه ميجارا وكان من رجال البلاط الملكي وفي مصادر بتقول انه كان قائد الجيش وكان ميجارا بيكره الملك داتوسينا جدا . .

و بدأ التخطيط للانقلاب على الملك . .

كاشيبا سجن والده وعمل إنقلاب ، وفعلا تم تنصيبه ملك على البلاد سنة 473 ميلادياً ، وده خلي أخوه موجلانا والوريث الشرعي للحكم هرب لجنوب الهند ، لأنه كان خايف من غدر كاشيبا عليه هو كمان ، ولما موجلانا هرب كاشيبا قدر يحكم السيطرة على البلاد أكتر . .

وبدأ بعد كدا ميجارا اللي كان في البلاط الملكي للملك المسجون داتوسينا ، في إقناع كاشيبا بأن داتوسينا عنده كنز ثمين زي اللي في الأساطير ، وطبعاً علشان كاشيبا طماع ، راح لوالده وطلب منه أن يدله على مكان الكنز ده ولو معملش كدا هيقتله . . وبعد تفكير ، قرر الملك داتوسينا أنه يلقن ابنه الجاحد درس مينسهوش ، فقاله أن الكنز مخبأ في منطقة كالاويفا وأنه هو الوحيد اللي يعرف مكانه ، وعلشان كدا لازم يروح معاهم علشان يقولهم علي مكان الكنز. .

وفعلا راح الملك داتوسينا وكاشيبا وميجارا ومجموعة من الجنود علشان يستخرجوا الكنز ، لكن لما وصلوا لقوا نفسهم قدام خزان كبير للري كان الملك داتوسينا هو اللي أمر ببنائه قبل كدا ، وقالهم أن ده هو كنزه الوحيد.

كاشيبا لما سمع كلام والده اتجنن وغضب وقتله انتقامًا منه، ودفنه في كالاويفا ورجع الملك كاشيبا وهو في حالة من التوتر وعدم الاتزان والخوف ، قتل والده واغتصب الملك من أخوه اللي هو المفروض الوريث الشرعي للبلاد ، وأكيد أخوه هيرجع تاني علشان ينتقم منه، فقرر كاشيبا انه ينتقل لمكان آمن يقدر فيه انه يدافع عن نفسه . . وفعلا أختار صخرة سيجيريا Sigiriya وسبب اختياره المكان ده ، كان علشان مكان مرتفع ويقدر الحرس يراقبوا جميع الاتجاهات منه ويقدروا يدافعوا عن أي هجوم مفاجئ. .

وطور الملك كاشيبا المدينة بشكل معقد جدا وبقت حصن منيع وعمل هياكل دفاعية وبني قصر عظيم على قمة الجرف وزينه بلوحات جدارية ملونة ، وأنشأ بوابة ضخمة على شكل أسد عملاق منحوت في الصخر على هضبة صغيرة عند مدخل الحصن موجودة في منتصف الطريق إلى الأعلى. .

وأمر كمان بأنشاء الحدائق والنوافير في السهول المحيطة بها والحدائق كانت ملهاش نهاية ، وأمر ببناء الأسوار والخنادق حول الصخرة العملاقة وعمل مجموعة من البرك وحط فيها أعداد كبيرة من التماسيح الضخمة والمتوحشة علشان تكون خط دفاع عن قصر الملك اللي فوق الصخرة. .

وبعد مرور سنين أرسل الملك كاشيبا رسالة لأخوه موجلانا وكتبله أنه عايز يحاربه وكان كاشيبا في الوقت ده واثق جدا من قوته وقوة جيشه ، ولما الرسالة وصلت لموجلانا استجاب فوراً لطلب اخوه ولأنه كمان مقدرش ينسى ثأره مع كاشيبا اللي اغتصب منه الحكم وقتل أبوهم ، فجهز جيش في جنوب الهند ورجع لسيرلانكا سنة 495 علشان يستعيد مملكته من قبضة أخوه اللي اغتصب الحكم وعلشان يطالب بحقه الشرعي في حكم البلاد . .

ولما وصل موجلانا وجيشه العظيم للسهول المحيطة بصخرة سيجيريا حصلت معركة كبيرة وشرسة بين الجيشين والمؤرخين بيقولوا انها كانت معركة دامية وكانت عنيفة لأقصي درجة ، لدرجة أن اطراف الجنود المقطوعة كانت في كل مكان وريحة الدم كانت واصله للسما ، لكن كاشيبا راح البحيرة في أكثر اللحظات الحاسمة من المعركة ، فلما الجيش شاف أن حاكمهم ساب ساحة المعركة فعملوا زيه وهربوا ، وسابوا الملك لوحده مع جيش موجلانا ، وفي النهاية انتصر جيش موجلانا على جيش كاشيبا اللي كان حزين وبيتألم من مرارة الهزيمة وهروب اللي اتبقي من جيشه فقرر أنه يقتل نفسه قبل ما يواجهة أخوه موجلانا ، وجاب السيف بتاعة وطعن صدره به ومات كاشيبا الظالم والمغتصب وتم تنصيب موجلانا ملكًا للبلاد وانتهي كاشيبا للأبد .

بعد ما بقي موجلانا هو الملك رجع العاصمة إلى أنورادابورا (وطبعا زي كل مرة عديتوا الكلمه منغير ماتقروها ) ، وأعطى سيجيريا للرهبان البوذيين وعملوا دير هناك وفضل الدير موجود حتى القرن ال 14 ، وبعد كدا تم التخلي عنه . .

تعالوا بقي أشرحلكم صخرة سيجيريا Sigiriya اللي بيقولوا عليها هي العجيبة التامنة بعد عجائب الدنيا السبعة . .

محدش اكتشف أي معلومات عن مصير صخرة سيجيريا العملاقة لحد القرن ال 17 ، وتم اكتشاف المنطقة في فترة الاحتلال البريطاني لسريلانكا سنة 1890 واللي اكتشفها هو عالم الأثار البريطاني ” إتش سي بي بيل H.C.P Bell ” وأطلق على المشروع ده أسم مشروع المثلث الثقافي. وبدأت حكومة سريلانكا دراسات واسعة للمنطقة واكتشفوا ان المجمع القديم اللي كان بناه الملك كاشيبا في مساحة سيجيريا الضخمة موجود لحد النهاردة ، وبيضم بقايا قلعة وقصر وحدائق مائية وحجرية وجدران وخنادق ، ولسه لحد النهاردة جميلة ومبهرة ، على الجزء العلوي المسطح من الصخرة موجود أنقاض القصر العلوي ، و الشرفة الوسطى فيها بوابة الأسد وجدار المرآة ، و القصر السفلي موجود على منحدرات سيجيريا .

وصخرة سيجيريا عبارة عن كتلة من الصخور البركانية القديمة جداً ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 337 متر و تقع في محافظة ماتيل Matale واللي موجودة في نص سريلانكا ، وهي صخرة ضخمة وغريبة وشكلها مهيب ، مفيش صخرة تشبهها في العالم كله. وصخرة سيجيريا تحتوى على 1400 درجة سلم من الحجارة، لازم الزوار يطلعوها كلها علشان يوصلوا إلى القمة التى بتشبه القلعة المحصنة . .

و كان في القرن الثالث رهبان بوذيون عايشين على قمتها ،وسبب تسميتها بأسم سيجيريا هو الأسد الحجري الضخم اللي كان فمه هو مدخل القلعة ، لكن تم تدميره وموجود بس دلوقتي الكفوف ، وبالنظر لحجمها ، تقدر تتخيل أد أيه كان الأسد ضخم ومهيب ، والأسد ده هو حاليا رمز لسريلانكا.

الجزء الغربي من الصخرة مغطى بالكامل تقريبًا بلوحات جدارية مذهلة ، وسنة 1907 وصفها العالم البريطاني جون ستيل ، اللي اكتشف منطقة مرسومة بنساء عاريات ، بأنها أكبر معرض فني في العالم و ارتفاع المنطقة دي 40 متر وطولها 140 متر . وكان ابتكر مهندسين الملك 500 لوحة جدارية غاية في الجمال والروعة ، لكن للأسف اللي نجي بس 18 لوحة والباقي تم تدميره علي ايد الرهبان لما كان موجود دير بوذي علي الصخرة ، لأنهم مكنوش بيعرفوا يركزوا أثناء التأمل. .

ودلوقتي وبعد مرور أكتر من 15 قرن بقت صخرة سيجيريا Sigiriya Rock موقع تاريخي وبقي أكتر مكان السياح بتزوره في سريلانكا تحت رعاية منظمة اليونسكو كموقع للتراث العالمي من سنة 1982 . .

واللي يسافر سريلانكا ويزور صخرة سيجيريا