Take a fresh look at your lifestyle.

قصة بول ألكساندر والقبر الحديدي

958

“65 سنة في القبر الحديدي”

قصة النهاردة بطلها رجل أمريكي ، عايش في مدينة دالاس بولاية تكساس أسمه بول ألكساندر Paul Alexander وحكايته ابتدت لما صحي لأول مرة في انبوبة حديد وهو عنده 6 سنين ، و اعتقد أنه مات .

وبيقول: ” مكنتش أعرف ايه اللي حصل ، وكان عندي تخيلات كتير ، كأنني مت . وفضلت أسأل نفسي: هل هو ده الموت؟ هل اللي انا فيه ده هو النعش؟

في البداية مقدرتش اتكلم وعرفت بعد كدا ، إني خضعت لعملية شق للقصبة الهوائية. “حاولت أتحرك ، لكنني مقدرتش . ولا حتى قدرت احرك إصبع واحد، حاولت أن ألمس أي شيئ ، لكنني مقدرتش أبدًا “. وكان الأمر بالنسبالي غريب جدًا”تعالوا بقي انا اقولكم اصل الحكاية . .

سنة 1952 أصيب بول ألكساندر بفيروس بوليو النادر ، والمسبب لشلل الأطفال ولارتخاء العضلات وضعفها ، لما كان عنده 6 سنين ، و مرض شلل الأطفال اصاب جسمه كله بما فيه الرئتين والجهاز التنفسي ، وكان الحل الوحيد علشان يفضل عايش هو انه يعيش في قبر حديدي علي شكل اسطوانه مغلقه .

واللي بيحصل هو ان المريض بيستلقي داخل الجهاز ومش بيكون ظاهر من جسمه غير راسه وبيكون في جزء من المطاط حول رقبته بتمنع تسرب الهواء ، وبتقوم المضخة بسحب الهواء من الصهريج ما بين 15 إلى 30 مرة في الدقيقة الواحدة . .

و الرئة الحديدية دي ، اخترعها فريق من الأطباء كجهاز تنفس صناعي علشان تخلق بيئة من الأكسجين حول جسمه في الأنبوب الضخم وتدفعة للتنفس بصورة شبه طبيعية وعلشان تقلل الضغط على الرئتين ، و تظبط وتنظم عمليه التنفس عند ألكساندر ، وفضل من وهو عنده 6 سنين لحد النهاردة وهو عنده 71 سنة وهو عايش في القبر الحديد ده يعني بقاله 65 سنة محبوس جوه انبوبة . .والله تخيل الفكرة بس رعب . .

المهم ان ألكساندر فضل كدا كل السنين دي ومكنش بيقدر يخرج من الانبوبة الحديد إلا دقائق بسيطة في الحالات الحرجة فقط وكان قدر يتعلم ازاي يتنفس لوحده لعدد من الدقايق خلال سنه من التدريب. . والمؤلم أكتر إنه بعد وفاة والدته بقي عايش لوحدة ، مفيش حد معاه غير مقدم رعاية تابع للحكومة بيساعده في المهام اللي مبيقدرش يعملها بمفرده زي الحلاقة أو تشغيل وإيقاف الجهاز ، وأعداد الطعام واخراج الفضلات من الجهاز وتنظيفه . واوقات بيزوره بعض اصدقاءه وبيساعدوه . . ورغم كل المعاناه دي كان ألكساندر بيقول ” الرئة الحديدية دي بالنسبة لي هي سجن ، ولكنها كالشرنقة اللي مقدرش الاستغناء عنها أبدا” .

طبعاً دلوقتي كلكم فكرتوا وقولتوا ده واحد في مصيبه من اكبر المصايب اللي ممكن تحصل لحد واكيد استسلم واصبح عايش في انتظار الموت !!لكن المفجأة . .أن ألكساندر مستسلمش لأزمته الصحية او لانه مسجون في رئة حديد ومفيش حاجة بتتحرك منه غير رأسه وقرر انه يدرس حقوق ، وسافر بالرئة الحديد في شاحنة إلى الكلية وعاش هناك في حالة من الفزع للجميع ، لان كان كل اللي يشوفه يتصدم من حالته وقصته وأصراره علي النجاح .

وفعلاً تمكن من دراسة الحقوق بجامعة تكساس، وإتخرج من الجامعة مع مرتبة الشرف في القانون ، وأصبح محامي مشهور ، و بقي الناس تجيله علشان توكله في قضايا وبقي بيترافع عن القضايا من داخل الإسطوانة الحديد ، و رأسه مقلوب للأعلى ، ومش كدا وبس ، ده كمان بقي بيكسب القضايا. انا عارف ان الموضوع صعب يتصدق ، بس زي ما قولتلكم ان الحياة مليانه اسرار وفيها حاجات كتير العقل صعب يتخيلها ولا يصدقها غير لما يشوفها بعنيه .

بالرغم من الحياة الصعبة اللي عاشها ألكساندر ، إلا أنه سنة 2015 اكتشف أن الأصعب مكنش لسه جيه . . وده لما بدأ جهاز الرئة الحديدية في التلف، وهو في الأصل جهاز قديم، تم إيقاف إنتاجه من سنة 1960 ، لكن ألكساندر لم يستسلم للظروف ، و سجيل فيديو بمساعدة صديق له ونشره علي اليوتيوب، (هحطلكم جزء من الفيديو في الكومنتات ) وقال فيه إنه قضي عمره كله معتمد على جهاز الرئة الحديدية، واللي محتاج لقطع غيار لم تعد تصنع من سنين طويلة، وطلب من الناس ان لو في أي شخص بيعمل في تصليح الأجهزة يحاول مساعدته .

ووصل الفيديو بالصدفة لواحد أسمه لبرادي ريتشاردز، وهو مدير لأحد المختبرات البيئية الكبرى، واللي قدر من تصليح الجهاز في معمله، وقدر ألكساندر انه ياخد فرصة تانية لبقائه على قيد الحياة وده كان بالنسبه له أشبه بالمعجزة ، لأنه طول حياته مقدرش يلاقي أي حد قادر على التعامل مع الجهاز بتاعه .

وعلي فكرة ، بول ألكساندر مش هو الوحيد اللي عايش برئة صناعية ، لكن في العديد من الحالات المشابهة له منتشرة في جميع أنحاء العالم .

بعض المصادر👇🏻

ربنا خلق المرض لحكمة ، وممكن يكون علشان الاصحاء يعرفوا قيمة الصحة والحياة .فاحمدوا ربنا علي نعمة الصحة .احمدوا ربنا علي نعمة الحركة والحرية .احمدوا ربنا علي الآف النعم اللي احنا فيها .

كاتب المقال :-

Sayed Fouda

قصص حقيقية أخرى أعدها الأستاذ سيد فودة

Comments are closed.