Take a fresh look at your lifestyle.

عملية بيع التروماي بـ 200 جنيه

144

رمضان أبو زيد العبد

تخيل إن الراجل اللي باع الترماي كان عنده ٢٤ سنة. أيوه فيه واحد باع الترماي بـجد، مش مجرد حدوتة لـ فيلم كوميدي قدمه فطين عبد الوهاب بطولة إسماعيل ياسين وأحمد مظهر، النصاب الأصلي له حكاية بدأت سنة 1945، ووصلت لنا في أوائل 1948،

نبدأها من الأول.

رمضان أبو زيد العبد، ده كان شاب نصاب عمل عمليات كتير كان كان فيه واحد صعيدي اسمه حفظ الله سليمان، جه من بلدهم على أساس مصر أم الدنيا، جاب معاه قرشين هـ يشغلهم في المحروسة ويبقى مستثمر كبير، أصل 83 جنيه وقتها كانوا حاجة مش بطالة ينفع تبدأ بيها مشروع، ولو إنت ناصح، البلية ممكن تلعب معاك، وتعملهم.

عملية بيع التروماي
عملية بيع التروماي

بـ يحكي عنها بـ اعتبارها عمليات فنية رفيعة المستوى، وأرفعها طبعا عملية ترام ۳۰.

ركب حفظ الله ترام 30، فـ قابله رمضان، وبـ حاسة النصاب الفنان عرف إن هو ده الصيد اللي مستنيه، طلع له سيجارة، وبدأ يتكلم معاه في الدنيا والأحوال، وعرف إنه دفيان، فـ بدأ يجرب معاه الحيل اللي بـ يعملها، مفيش واحدة رشقت، وفجأة لمعت في دماغه الخطة.

الفكرة جات له منين؟

بلدينا ده كان كل شوية يتكلم عن الزحمة بتاعة الترام، فـ لما ظهر الكمساري، وقعد يلم الفلوس، رمضان النصاب سأل حفظ الله تعرف الترام بـ يلم كام في اليوم؟

لع..

• فلوس كتير، ما تعرفش تعدها.

ـ يا بوي!

• تشتريه؟ ده أحسن من أي مشروع.

كويس، فين صاحبه نروح له؟

• أنا صاحبه، أومال أنا راكبه ليه؟ مش علشان أتابعه؟

ـ وبـ كام التروماي ده يا بلدينا؟

ه ۲۰۰ جنيه.

كتير، أنا ما عييش غير 83 جنيه.

بس هو ده اللي كان عايزه رمضان، فـ قال لـ حفظ الله إنه هـ ياخد منه ثمانين جنيه، ويسبب له ثلاثة جنيه لـ حد ما يبدأ يلم الإيراد، ويكتبه كمبيالات بـ باقي المبلغ، وخده من إيده طلع عند محامي من طرفه، كتبوا العقد والكمبيالات.

علشان يسبك رمضان الدور، خد حفظ الله من إيده وطلعوا الترام من أول الخط، وراح رمضان لـ الكومساري وغمزه بـ قرشين، وفهمه إن ده بلدياته وما يعرفش حاجة، في خد بالك منه ونزله آخر الخط، الكمساري قال لـ رمضان: تمام يا أفندم

نبيه مش كدا

كل ده وحفظ الله مش سامع الحوار، هو بس شاف الكمساري، وهو بـ يدي التحية لـ رمضان، فـ تأكد إن البيعة صح.

لما وصلوا آخر الخط، الكمساري قال لـ حفظ الله، إنه خلاص وصلنا، في حفظ الله طالبه بـ الإيراد، وقال له أنا عادد الفلوس، وهم مبلغ كذا، وكانت النهاية المتوقعة بـ إنهم راحوا القسم وعرفوا اللي فيها.

يابن الابلسة

اللي وقع رمضان إن القسم عرف أسلوبه، وقالوا إن دي عملة ما يعملهاش غير رمضان، فـ وروا صوره لـ حفظ الله، فـ اتعرف عليه، واتحاكم وخد فيها تلات سنين، وخرج بعد سنتين ونص، علشان تعمل معاه أخبار اليوم حوار، يحكي فيه عن قصصه اللي اقتبسها جليل البنداري، وعمل فيلم العتبة الخضرا سنة 1959.

اللطيف إن حكايات أبو زيد فضلت مشهورة فترة طويلة، وسنة 1963، مجلة آخر ساعة عملت معاه حوار موسّع، حكى فيه حكاية الترام تاني، وحكايات كتير، منها حكاية نصب .

اسمه باروخ ليشع، وزي ما حوار الترماي كان موضوع لـ فيلم العتبة الخضرا، حكايته مع الجواهرجي كانت موضوع لـ فيلم «عصابة حمادة وتوتو». اللي ما ذكر توش أخبار اليوم ولا آخر ساعة.

Comments are closed.