Take a fresh look at your lifestyle.

عركة القرش والطربوش .. حواديت المحروسة

113

احمد حسين

الحياة السياسية معقدة، والحاجات داخلة فـ بعضيها، وتقريبا محدش بـ ياخد موقف لـ وجه الله والوطن، تعالى أحكي لك الحكاية دي: كان فيه طالب في أواخر العشرينات أوائل التلاتينات اسمه أحمد حسين، ده يبقى أخو عادل حسين، وعادل حسين كان معروف لـ حد سنة ٢٠٠٠، وله حكايات نبقى نحكيها بعدين.

أحمد حسين كان طالب متحمس من يومه، وكان كون وهو صغير في المدرسة الإلزامية (ابتدائي وإعدادي) جمعية اسمها «نصر الدين الإسلامي»، وكان شريكه فيها فتحي رضوان، بس ناظر المدرسة ضغط عليهم وحلوها، أيوه طلبة المدارس الإلزامية في مصر كانوا بـ يمارسوا السياسة وقتها.

 لما بقى أحمد حسين طالب، كان واحد من ملامحه إنه مبادر، من الناس اللي بـ تحب تترجم أفكارها لـ مبادرات وحاجات تتنفذ على أرض الواقع: جمعية، حزب، ركة، يعني من أنصار كراهية التنظير وتشجيع الحركة.

حسين هـ يبقى في أوائل التلاتينات طرف في معركتين، يبانوا مالهمش دعوة بـ بعض، لكنهم كانوا مرتبطين لـ أبعد ما تتخيل، وهم «معركة القرش»، و«معركة الطربوش».

القرش والطربوش
القرش والطربوش

معركة الطربوش

نبدأ بـ المعركة الثانية، حضرتك عارف إن المصريين كانوا بـ يلبسوا الطربوش وقتها، والطربوش ده كان جي من تركيا، اللي هي الدولة العثمانية، فـ بـ النسبة لـ تيارات كتير كان الطربوش هوية مصر في مواجهة المحتل الإنجليزي، في حين كان فيه تيارات تانية شايفة إن الطربوش لو هو رمز، ف هو رمز لـ الاحتلال والتخلف، وإحنا لو لازم نلبس حاجة فوق دماغنا، يبقى البرنيطة.

كانت البرنيطة البريطانية وقتها رمز لـ الليبرالية والحداثة، فـ كان تيار ليبرالي على راسه سلامة موسى بـ ينادي بـ إن مصر لـ المصريين، ولو فيه احتلال لازم نتخلص منه، فـ هو الاحتلال العربي والإسلامي، اللي كان سبب في إن العثمانيين حكمونا قرون، وخلونا متخلفين عن العالم .

وقتها، مصر كانت بـ تستورد الطربوش من بره، بعد ما المصنع اللي بناه محمد علي قفل، ضمن حاجات كتير قفلت لما مشروع محمد علي نفسه بح، وما بقاش موجود، واللي فضل له منه إن ولاده توارثوا العرش.

من ناحية تالتة، كان فيه ناس في مصر ميالين ناحية الاشتراكية، وبعضهم مكنش بـ يربط الاشتراكية بـ الماركسية، كان مديها وش قومي أو إسلامي، وكان فيه كلام وقتها إن الإسلام نفسه بـ يدعو لـ الاشتراكية، لكن كان فيه ناس ميالين لـ الرأسمالية، ومنهم الليبراليين طبعا.

أحمد حسين حب يربط القضيتين بـ بعض: الاشتراكية والهوية الإسلامية، ف دعا لـ «مشروع القرش»، اللي هو لو كل واحد مصري دفع قرش، هـ يبقى عندنا فلوس كتير، عائدها يرجع لـ المصريين، وأول حاجة يعملوها بـ الفلوس يبقى مصنع طرابيش، منها يوفروا الفلوس اللي مصر بـ تستورده بيها، ومنها تأكيد الهوية.

الصياد الشاطر

مين لقط الفكرة دي، وعملها تسهيلات كبيرة؟

إسماعيل صدقي .

اللي كان داخل معركة كبيرة ضد الوفديين، فـ هو كان شايف إن مشروع زي ده بـ يصب في اتجاه عكس الوفد، في تمام، فـ كان حتى الموسيقى العسكرية بـ تشارك في الحملة، وأحمد بيه شوقي نتعهم قصيدة تدعمهم : علم الآباء واهتف قائلا أيها الشعب تعاون واقتصد اجمع القرش إلى القرش يكن لك من جمعها مال للابد

ونجحوا أول سنتين في جمع ٢٨ ألف جنيه، اللي كانوا مبلغ ضخم جدا، وبيه قدروا يبنوا مصنع لـ الطرابيش في العباسية، في شارع مصنع الطرابيش طبعا.

فضل الوفد يحارب الفكرة، ويهاجم أحمد حسين، وسموه حرامي القرش، واتهموه صراحة بـ اختلاس فلوس الحملة، وفضلوا وراه لـ حد ما استقال من أمانة جمعية القرش، وعمل جمعية ثانية اسمها جمعية «مصر الفتاة»، بس دي حكاية تانية خالص .

Comments are closed.