Take a fresh look at your lifestyle.

ستوديو مصر .. حواديت المحروسة

33

المؤسس المجهول

«ستوديو مصر» مكنش مجرد شركة إنتاج سينائي، ده كان مؤسسة ساهمت في تشكيل اسم «مصر» في العصر الحديث، ويبقالنا بـ الفعل مش بـ الكلام قوة ناعمة، وينعش صناعة قدرت تبقى المصدر الثاني لـ الدخل القومي بعد القطن.

مفيش حد ممكن يقلل دور طلعت حرب في تأسيس شركة مصر ل السينما والتمثيل (اللي هي ستوديو مصر)، الراجل كان اقتصادي عملاق، وحد فاهم إن الثقافة والفنون ما تقلش أهمية عن الغزل والنسيج، لكن الكلام هنا عن واحد تاني ساهم في ده، واسمه مش بـ ينذكر عادة، بـ استثناء كتابات بسيطة، منها كتاب محمد كامل القليوبي عن الرائد الأول لـ السينما المصرية محمد بيومي

بدأت الحكاية سنة ١٩٢٥، لما بيومي اتقابل مع طلعت حرب، وقدر يقنعه إنه يعمل فيلم تسجيلي، يصور فيه مراحل إنشاء الفرع الجديد لـ «بنك مصر»، أثناء التنفيذ، اتطورت الفكرة وبقت تأسيس قسم خاص لـ السينا يتبع شركة «إعلانات مصر»، وده اللي حصل فعلا تحت اسم «مصر فيلم» .

ستوديو مصر
ستوديو مصر

وبرضو السبب مجهول

 محمد بيومي كان عنده المعدات اللازمة لـ صناعة الأفلام، ودي وقتها كانت حاجة ضخمة لا تتاح لـ الأفراد العاديين، ولا حتى الشركات الكبرى بـ سهولة، فـ طلعت حرب عرض عليه، أو هو عرض على طلعت حرب، الله أعلم، إنه يشتري المعدات دي، فـ اشتراها طلعت حرب بـ ٢٤٤ جنيه، و ۹۱ قرش و5 مليم.

بيومي بـ يقول في مذكراته إن المعدات كانت تساوي وقتها 4 آلاف جنيه، بس ما قالش ليه باعها بـ أقل من ثمن تكلفتها، إنها ركز على دور المعدات دي في صناعة نهضة السينما، في قال:

«تنازلت عن مصنعي لبنك مصر لحساب شركة مصر للتمثيل والسينا، وإلى هنا انتهت رسالتي وتحققت أمنيتي وأصبحت السينما من الصناعات المصرية المزدهرة، ومبعث الرزق لكثير من المصريين، ودعامة من دعامات الاقتصاد المصري».

المهم، كانت المعدات دي فرصة لـ تأسيس «ستوديو مصر»، واتعين بيومي مدير لـ الشركة في بدايتها، وطلع طلعت باشا وبيومي ومعاهم واحد اسمه السيد البشلاوي في رحلة لـ أوروبا علشان يعرفوا أحدث ما وصل إليه العالم في صناعة السينما، ويستوردوا المعدات الأحدث، ثم حرب مع البشلاوي وسابوا بيومي قعد سنة في فيينا يدرس السينا والصناعة تحت إشراف أكبر صناع السينما وقتها، ورجع مصر سنة ١٩٢٦، ما لقاش له مكان في الشركة.

ومش بـ يقول لنا إيه السبب في إن طلعت حرب نطره النظرة دي، واداله الرجل بـ الشكل ده.

الاستيلاء

اتهامات محمد بيومي ل طلعت حرب ما وقفتش عند حدود اتهامه بـ الاستيلاء على فكرته ومشروعه ومعداته، وإنشاء شركة، وطرده من إدارتها دون وجه حق، ده كان اتهمه بـ سرقة فلوسه.

حسب مذكرات بيومي، وكتابات القليوبي، كان فيه اتفاق شفوي بين طلعت حرب وبيومي على شوية حاجات مالية، منها نسبة 5% من أرباح الشركة، يعني يبقى شريك بـ النسبة دي، وكان أسس سينها حديقة الأزبكية، وبـ يقول إنه ما سجلش الحاجات دي في عقود وورق رسمي، في طلعت حرب أكلها عليه.

النسبة المقررة، اللي هي الـ 5٪ أنكرها تماما، أما دار العرض المذكورة، ف اداها لـ زكي عكاشة صاحب «جوق عكاشة المسرحية». استقال بيومي من ستوديو مصر سنة ١٩٢٦، وبقت الحكاية تتحكي من غير ذكر اسمه في أي مرحلة من مراحل التأسيس، لـ حد ما كامل القليوبي نشر كتابه، وجايب فيه وثائق عن كل الكلام ده .

إيه اللي حصل فعلا؟

Comments are closed.