رعب مدينة تشيرنوبيل المهجورة في أوكرانيا

By Ahmed Hussien Last updated ديسمبر 18, 2021

الناس اللي عايزين يعلوا هرمون الادرينالين في الدم تجيب حاجة تشربها وهي بتقري القصة دي علشان هحكيلكم حكاية مفاعل تشرنوبل النووي ورعب المدينة المهجورة بعد 33 سنة من العزلة . .

الساعة 1:23 صباحاً يوم 26 أبريل سنة 1986 حصلت أسوأ كارثة نووية في تاريخ كوكب الارض لما انفجر المفاعل رقم 4 في محطة تشيرنوبل النووية في شمال أوكرانيا، اللي كانت في الوقت ده واحدة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. . الانفجار كان بسبب خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم وتوليد الكهربا خلي درجة حرارة اليورانيوم ترتفع بالمفاعل الرابع لدرجة الاشتعال، وبعد الانفجار وصل الدخان الناتج من الانفجار لارتفاع كيلومتر والرياح حملت الدخان في كل مكان وده كان سبب انتشار الغيوم المشعة فوق جميع أنحاء أوروبا وجزء كبير من العالم، وده كان بما يعادل إشعاع 400 قنبلة نووية زي اللي ألقتها أمريكا على هيروشيما اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية.

انفجار المفاعل اتسبب فور وقوعه في موت 31 من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة بسبب تعرضهم المباشر للإشعاع، ولحد النهارده التقديرات بشأن العدد الحقيقي لضحايا الكارثة متغيرة ، فالأمم المتحدة قدرت عدد اللي ماتوا بسبب الحادث 4 آلاف شخص، لكن السلطات الأوكرانية قالت إن عدد الضحايا 8 آلاف شخص ، وشككت منظمات دولية في الأرقام دي وتوقعت موت ما بين 10 آلاف وأكثر من 90 ألف شخص نتيجة إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية القاتل، وتنبأت منظمة السلام الأخضر بوفاة 93 ألف شخص بسبب الإشعاعات الناشئة عن الحادث، لكن تأثر آلاف البشر على مدي سنين بسبب التعرض للإشعاع واتضر اكتر من 350 ألف شخص على إخلاء منازلهم اللي كانت موجودة في المنطقة المحظورة ودي كانت منطقة موجودة في دائرة نصف قطرها 30 كيلومتر حول المفاعل، لكن المدينة اللي كانت أكثر تضرر هي مدينة بريبيات، واللي هجرها السكان في وقت سريع جدا بعد الكارثة، وفضلت مدينة للأشباح لحد النهاردة.

في أوكرانيا، خلال السنوات الخمس الأولى بعد الكارثة، ارتفعت حالات الإصابة بالسرطان بين الأطفال لأكثر من 90% ، وخلال السنوات العشرين الأولى من الكارثة، اتسجلت حوالي 5,000 حالة سرطان بالغدة الدرقية في روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء لأشخاص سنهم أقل من 18 سنة.

الغريب والصادم ان بالرغم من الحادث الكارثي لكن محطة مفاعل تشرنوبل استمرت في العمل لحد سنة 2000 ، والعلماء والباحثين قالوا ان المنطقة المحيطة بتشرنوبل مش هتكون آمنة علشان البشر تقدر تعيش فيها قبل 20000 سنة على الأقل، وبالأخص، المنطقة المحيطة بالمحطة السابقة.

ومن القصص المرعبة و الشنيعة اللي عاشها المصابون قصة فاسيلي إجناتينكو، وده كان واحد من أوائل رجال الإطفاء اللي استجابوا للكارثة، و عانى من موت بطيئ وشنيع لمدة أسبوعين نتيجة التعرض للإشعاع فكان بيتبرز مخاط دموي أكثر من 25 مرة يومياً وكان بتخرج أجزاء من أعضائه الداخلية لما كان بيكح. . وبعد ما مات فاسيلي إجناتينكو، جسمه بقي منتفخ ومشوه، لدرجة ان حذائه و ملابسه مكنتش بتدخل فيه علشان يجهزوه للدفن.

وكانت ذكرت أرملته، ليودميلا، في كتاب Voices From Chernobyl إنهم معرفوش يلبسوه الحذاء في قدمه لأنها انتفخت بشكل مرعب، وأنهم اضطروا لتمزيق الملابس الرسمية لأنهم مقدروش يدخلوا جسمه فيها.

كان في قصص تانية بتحكي عن ظهور بقع سودا في بعض الجثث، وأن بعض الجثث اتنفخت وبقت سمينة، زي البراميل، وأن بعض الجثث اتحولت إلى اللون الأسود، زي الفحم، و حجمها صغر . . وعمليات الإجهاض وصلت ل 200 ألف عملية إجهاض في أوروبا بعد كارثة تشرنوبل نتيجة الإشعاع النووي، ونصح كتير من الأطباء في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي النساء الحوامل بالإجهاض علشان يتجنبوا ولادة أطفال بتشوهات أو أي مشاكل تانية ، وده بالرغم من أن مستوى الإشعاع اللي اتعرضت له النساء دول أقل من أنه يعملهم أي مشكلة.

نيجي بقي للنباتات، فالمنطقة المحيطة بتشرنوبل معروفه بـ الغابة الحمرا بسبب موت الأشجار وتحول الأشجار إلى اللون الأحمر الساطع، لحد ما وقعت وادفنت تحت الارض في النهاية.

ومدينة تشرنوبل، ومدينة برابيت ودي قريبة منها و فيها عدد كبير من السكان، ومناطق كتير محيطة معروفه بمنطقة العزل أو المنطقة المحظورة، وغير مسموح بالعيش أو الانتقال لها.

وبالرغم من كل ده، لسه في بشر عايشين في المنطقة دي ، وأعدادهم حوالي 150 شخص ومعظمهم من النساء الكبار اللي لسه بيشتغلوا في زراعة أراضي عائلاتهم.

وسنة 1986 أثناء الاخلاء مكنش مسموح للسكان انهم يخدوا حيواناتهم في عدد كبير من الكلاب المرعوبة بتعوي بشكل هستيري ومرعب وكانت بتجري ورا الباصات اللي بتنقل الناس لمسافات طويلة ولحد النهاردة موجود مئات الكلاب الشاردة المشوهه بسبب الاشعاع عايشة في غابات تشرنوبل والمنطقة المحظورة، والكلاب دي سلالة الكلاب اللي اهلهم سابوهم هناك وتمكنوا من النجاة، وكان متوسط عمر الكلاب دي أقل من العادي بسبب الإشعاع، ووفقاً لصحيفة The Guardian، فالكلاب دي يحملون مستويات عالية من الإشعاع في الفرو ومبيقدروش يعيشوا كتير بعد السنة السادسة.

لكن لو فكرت في يوم من الايام تروح تسكشف المنطقة المحظوره هتلاحظ انها هادية بشكل مخيف وهتشوف حاجات مخيفة في تشرنوبل ومن الحاجات اللي ممكن تشوفها مكان في مدرسة مليء بأقنعة غازات مهملة على الأرض. والمشهد قادر علي بث الرعب في القلوب ، واللي ابشع من كدا وجود الدمى الغامضة اللي اتحطت بمنتهي الدقة علي السراير وفي كل مكان بمنطقة تشرنوبل ومحدش عارف مين اللي عمل كدا . .

وفي هناك رسومات غريبة ومقبضة موجوده على المباني، وصور أشباح، وهتلاحظ ان الطبيعة استولت ببطء على الأرض المهجورة ، زي المتنزه الترفيهي المهجور في بريبات اللي انتشرت عليه المساحات الخضراء وانتشر الصدأ فيه ، وبمجرد النظر اليه هتحس بأنقباض لأقصي درجة ويخلي اي شخص موجود هناك يحس برهبه وفي الرغبه انه يمشي من المكان في اسرع وقت بسبب الاحساس اللي كل اللي راح المكان قاله وهو ان المكان مسكون بالجان .

بعد 33 سنة من الكارثة لسه المدينة خالية من السكان، وكان في اليوم التالي للانفجار، في 27 أبريل، تم نقل المدنيين في الباصات، وكانت السُلطات بتقولهم ان ده أمر مؤقت وانهم هيرجعوا تاني لمنازلهم خلال أيام، وعلشان كدا سابوا وراهم كل ممتلكاتهم، ولكن محدش رجع تاني للمنطقة لحد النهارده وهتفضل كدا لمدة 20 ألف سنة.

وبسبب عدم وجود اي نشاط بشري حول محطة الطاقة المهجورة، زادت أعداد الحيوانات البرية، زي الغزلان والذئاب. وسنة 2015 قدر العلماء أن في سبعة أضعاف عدد الذئاب في المنطقة المحظورة مقارنة بأعدادها في المحميات الطبيعية، ولكن اكتر شئ مفزع وبشع هو لما بتبدأ الشمس في الغروب ويبدأ الليل يسيطر علي المنطقة المهجوره والهدوء يكون هو سيد الموقف وتبدأ الذئاب في العواء وبشهاده المغامرين اللي راحوا هناك فعلي حسب شهادتهم ان لما بيجي الليل بتبدأ اشباح غريبه مش معروف هي ايه بالظبط بتتحرك. .

كل الصور اللي تحت دي بقالها علي وضعها كدا 33 سنة