Take a fresh look at your lifestyle.

حكاية حميدو فتوة السيالة “حواديت المحروسة”

69

الفارس الاخير

فيلم ابن حميدو، هو النسخة الساخرة من فيلم لـ فريد شوقي اسمه «حميدو»، وحميدو فيلم خد اسم لـ شخصية حقيقية من الإسكندرية، عاش ومات في شوارعها وزنقاتها، بس حميدو الفيلم غير حميدو الواقع، حميدو الواقع كانت حكاياته أكثر أسطورية وأشد إثارة، وأجمد من كل الوجوه .

ونبدأ حكايتنا، اللي نشرتها الصحفية إلهام الجمال، من سباق بحري كان بـ يتم في الإسكندرية، كان بـ يعملوه بين قوارب حي السيالة، وقوارب حي راس التين، وكان الخديوي عباس حلمي التاني بـ يحرص على حضور السبق ده في إطار التسلية يعني، وزج أوقات الفراغ …

حميدو سنتها كان بـ يمثل منطقة السيالة، وكابتن الفريق، وكان شكله كده هيبة طول بـ عرض، وبيلبس هدوم غريبة مميزة، حتة تركي على حتة مغربي، وطبعا كسب السبق، في الخديوي حدف له كام ريال فضة على سبيل المكافأة، فـ هو عمل آخر حاجة ممكن حد من الحاضرين يتخيلها، ما رضيش يوطي يجيب الريالات من الأرض وسابها ومشي .

لقب الفارس ….

حميدو
حميدو فتوة السيالة

الخديوي طبعا مش هـ يعمل عقله بـ عقل واحد من عامة الشعب الرعاع، بس كان اللي حصل ده فيه هزة لـ هيبته كـ حاكم مصر يعني، ف كان قراره إن حميدو ييجي مصر المحروسة، ويلعب ماتش مصارعة حرة مع واحد من خدم أفندينا، بس مش أي واحد، ده الفتوة الخصوصي لـ جنابه. راح حميدو، وشكله كان مبسوط بـ التحدي، وراح رازع الراجل روسية إسكندراني، اتكوم فيها غايب عن الوعي، قوم الخديوي اتبسط من حميدو،ومنحه رسميا لقب فارس، وكافؤه، فـ رجع صاحبنا إسكندرية نافش ريشه أكثر ما هو منفوش.

اللطيف بقى إن قوة حميدو الفظيعة دي كانت سبب في قطع عيشه، أصلك واحد زي ده هـ يشتغل إيه؟ أكيد فتوة، فـ كان لما يمشي في الشارع، ويقول: أنا حميدو الفارس، كل فرد بـ يلزم شجرته، ومحدش يستجري يهوب ناحيته، وهو مكنش عايز يمشي شمال، بس واضح إنه على رأي عشري في إبراهيم الأبيض واللي قلبه ميت يعمل إيه؟ يقعد في البيت يفصل بر وفلات؟

يعمل ايه؟

يعني حميدو فتح قهوة في المينا الشرقي يكسب منها رزق حلال، ف كانت الناس تخاف تروح تقعد، أصلك مين هـ يجازف بـ روحه، ويروح يقعد على قهوة زي دي، وجايز تحصل في الأمور أمور، فـ ياخد واحدة من حميدو تتلف له أمله.

حميدو اضطر يدور القهوة في الشغل البراني، وكان نشاطه الأساسي تجارة الحشيش، بس هو الشهادة لـ الله مش بـ يتاجر في الصنف، كان بس بـ ياخذ عمولة على الصفقات اللي بـ تتم عنده، وفي حمايته. الألطف من ده كله إن البوليس كان بـ يخاف من حميدو وسيرته زي الناس ويمكن أكثر، كان اليوم اللي يروح فيه حميدو القسم لـ أي سبب يوم مش فايت على القسم وحكيمدار القسم والظباط اللي فيه، فـ كان عندهم اسطمية لـ محضر اسمه محضر حميدو. أصل التهمة الوحيدة اللي كانوا ممكن يوجهوها لـ واحد زي ده هي محضر سكر وعربدة، ودي ديتها بسيطة، هو كان مكنش يعني رغم قوته الفظيعة عمره ما قتل ولا سرق، ولا حتى بلطج على حد من غير «وجه حق»، طبعا مع مراعاة نسبية وجه الحق. حميدو كان آخر زمن الفتوات الجميل، واللافت إنه فضل محافظ على قوته ولياقته رغم إنه عاش لـ حد ما عدى سن السبعين، بس فضل واقف على رجله لـ حد ما راح، وراحت معاه حاجات كتير، وربنا يرحم الجميع.

Comments are closed.