Take a fresh look at your lifestyle.

بمبة كشر .. حواديت المحروسة

86

العالمة باشـا

طول عمر الرقاصة متهمة، أو خلينا نقول مدانة، حتى أهل الفن مش بـ يتعاملوا معاها على إنها فنانة، ونادرا ما شافت مصر رقاصة قدرت تاخد وضع اجتماعي مميز، مها كان وضعها الاقتصادي، ومها وصلت شهرتها. بس بمبة كشر كانت استثناء.

بمبة كشر اسم مشهور، وتاريخ مش معروف، وفيه ناس بـ تتعامل مع الاسم بـ اعتباره لـ شخصية خيالية أو أسطورية، بس بمبة كشر اسم لـ واحدة عاشت في مصر، أواخر القرن الـ 19، أوائل القرن، وكان ليها صيت مسمع في كل مكان.

أبوها كان اسمه أحمد مصطفى مقرئ قرآن مشهور، وجدها، أبو أبوها، عين من أعيان المحروسة اسمه مصطفى كشر، اللي خدت منه اللقب بتاعها،

وهي نفسها اسمها بمية، على اسم أم عباس، وجدها لـ أمها كان الملك الأشرف أيتال، عيلة مأصلة يعني، مستحيل حد يتخيل يطلع منها رقاصة، بس أهو حصل، كان أختها نبوية خلفت بنت، هي المطربة المعروفة فتحية أحمد.

بمبا
بمبا كشر

اكتشاف الموهبة

بدأت قصة بمبة لما أبوها اتوفى وهي عندها 14 سنة، فـ أمها اتجوزت المقرئ الخصوصي بتاع الخديوي توفيق، راحت بمبة وإخواتها قاطعوا أمها، وسكنوا في بيت تاني، البيت ده كان جنب بيت عالمة معروفة، اسمها «سلم»، هي اللي اكتشفت موهبة بمبة كشر، وخدتها معاها في حفلاتها.

اللي خلى بمبة كشر توافق على إنها تشتغل مع العالمة التركية هي إنها مكنتش بـ تتعامل غير مع علية القوم، فـ كانت الحكاية صاينة نفسها، ومفيهاش مرمطة، لـ درجة إن بمبة كان عندها ركوبة بـ سواق، ولما نتكلم عن ركوبة، فـ إحنا نقصد حمار، ده كان بديل العربية وقتها.

طبعا كان فيه صعوبات بـ تواجه بمبة، زي حكاية إن فيه راجل بـ يسوق لها الحار، ويوديها ويجيبها، وفي أوقات متأخرة، فـ اتجوزته فترة، بس لما كبرت، واستقلت عن «سلم»، اتطلقت منه واتجوزت فنان معروف اسمه سيد الصفتي.

بمبة بقت أشهر رقاصة، وكانت بـ ترقص بـ الصينية، وكانت بـ تنظم مهرجانات لـ الرقص كانت تسميها حفلات الزار، الحفلات دي كان بـ يحييها اتنين من كبار الصييتة هم صالح عبد الحي وعبد اللطيف أفندي البنا (المطرب اللي صوته زي صوت الستات ده)، وكانت الأغاني تبدأ الأول وبعدين يبدأ مهرجان الرقص، اللي بـ تبدؤه هي ويختم بـ صبيانها من الرقاصات اللي بـ تكتشفهم، ومكنتش ترقص إلا عند البهوات والباشوات، والفلوس جريت فـ إيدها، ولما منافستها الوحيدة «شفيقة القبطية» جابت حنطور، راحت هي كان جابت حنطور، وكانت بـ تأجر ناس يفسحوا لها السكة وهي ماشية، وكانوا بـ يغنوا لها: يا بمبة كشر يا لوز مقشر .

بتوقع واقفة

مش بس عيلة بمبة كشر هي اللي كانت بـ تتباهی بیها، کان جوازاتها كانت كده، مكنتش تقع إلا واقفة. بعد طلاقها من جوزها التاني سيد الصفتي، اتجوزت واحد اسمه توفيق النحاس، كان شهبندر التجار، اتحصلت منه على ثروة صغيرة، لكن في النهاية أهله خيروها بين الاعتزال والطلاق، فـ اتطلقت منه طبعا.

 بعد توفيق اتجوزها واحد من أعيان الصعيد، ودفع لها مهر ستين فدان أرض زراعية، وقعد معاها شوية، وبعدين طلقها، فـ اتجوزت خامس جوازة، اللي كان جوزها بـ يحبها، ويبعزق الفلوس تحت رجليها، وكتب اسمها على حنطورها بـ حروف دهب، دهب من أبو جد. يوم ما رجع سعد زغلول من منفاه كانت بمبة كشر أسطى أسطوات مصر في كار العوالم، ويوميها فرشت شارع الموسكي كله سجاد من أفخر الأنواع.

فضلت ترقص لـ حد ما ماتت وهي عندها سبعين سنة، بس لـ الأسف، لما ماتت كانت السيا يدوب لسه في أوائلها، فـ ظهرت في فيلم صامت ولا حاجة، وما شفنهاش.

تفتكر واحدة زي دي، رقصها كان عامل ازاي؟

Comments are closed.