Take a fresh look at your lifestyle.

النبي الدكروري ” حواديت المحروسة “

118

الثبات على المبدأ يا صاحب الرسالة – حواديت المحروسة

لما تمشي من ميدان العتبة في اتجاه عابدين، وتوصل عند تقاطع شارع الجمهورية مع شارع قصر النيل، هـ يقابلك جامع، الجامع ده اسمه جامع الكخيا، الكخيا ده شخص، كان أمير اسمه عثمان كتخدا الكازدوغلي، وفي زمنه حصلت حكاية لطيفة من واحد دكروري.

دكروري يعني إيه؟

إنت عارف بولاق الدكرور، الدكرور دي كلمة مش مصرية ولا عربية، دي كلمة أصلها من دولة مالي، اللي بـ نسمع عنها من الكورة في الأمم الافريقية، ومالي كانت مقسمة إلى خمس أقاليم، واحد منها اسمه إقليم «التكرور» بـ التاء، بس المصريين كانوا بـ ينطقوها الدكرور بـ الدال أسهل. طب وإيه اللي جاب القلعة جنب البح إيه اللي إقليم من مالي

عندنا؟ الأزهر يا سيدي، كان بـ يستقبل طلاب من بلاد كتير، وكان فيه ناسياما جايين من مالي، وتحديدا من الإقليم ده، وبعضهم فضل في مصر وما روحش بلدهم تاني، منهم سيدي الدكروري، بس الدكروري اللي بـ نتكلم عنه هنا دلوقتي، دكروري تاني خالص، تعالى نشوف حكايته.

حكاية الدكروري

النبي الدكروري
النبي الدكروري -الثبات على المبدأ يا صاحب الرسالة – حواديت المحروسة

الراجل الدكروري ده راح شربين، ورجع حالته مبدولة شويتين، ومتغير، الكلام ده كان سنة 1147هـ حسب الجبرتي، وكنا في أوائل رمضان، الناس اللي حوالين الراجل الدكروري ده لاحظوا تغيره، فـ سألوه، قال لهم إنه نبي منزل من السيا، وإن جبريل بـ ييجي له بـ الوحي، وهكذا أشياء.

الناس اتلموا عليه، ولما أصر على كلامه، راحوا ودوه لـ الشيخ العاوي، اللي كان من شيوخ الأزهر، فـ قعد يقرر الراجل، فـ صاحبنا ما تراجعش، بـ العكس، زود على الكلام بـ تخاريف غير مقبولة زي إن جبريل خده في ليلة ٢٧ رجب، وطلع بيه السموات، وقال له روح بلغ الناس بـ الرسالة.

الشيخ العماوي سأله:

• إنت عبيط يا ابني؟

ـ لا، أنا نبي.

• يا ابني مفيش حاجة اسمها كده.

حبسه وقتله

المهم يمين شمال، ما أمكنش، فـ راحوا ضربوه وطردوه من الجامع. يبدو أن دعوة صاحبنا بدأت تلاقي زباين، لـ حد ما سمع بيه ه الأمير الكخيا، فـ جابه، وقرره فـ لقاه متمسك بـ الحكاية دي، فـ حطه في الموريستان (مستشفى المجانين) على أساس إنه معتوه، بس المشكلة إن أتباعه راحوا خرجوه من المستشفى وخبوه.

والي مصر سمع بـ الحكاية، فـ راح بعت الجنود فضلوا يدوروا عليه، لحدما عرفوا الناس مخبيينه فين، فـ قرر الوالي إنه يعمل حل جذري لـ الحكاية دي، في جابه في القلعة، وفضل يقرره أو يحاول يخليه يتراجع عن اللي بـ يقوله، ما أمكنش. فقرر حبسه في «العرقانة»، وده سجن شهير بناه واحد اسمه الطواشي سرور شاد الحوش جوه الحوش السلطاني في القلعة سنة 895 هـ، في زمن السلطان قايتباي . قعدوه في الحبس استتابة تلات أيام، وجمع الوالي العلماء وقال لهم نعمل

فيه إيه؟ في أفتوا بـ قتله. جابوا النبي الدكروري، وبلغوه إنه لو ما رجعش عن اللي فـ دماغه،

هـ يكون مصيره الإعدام، فكان رده عليهم: فاصبر کا صبر أولو العزم من الرسل

فـ راحوا نفذوا فيه حكم الإعدام، وسابوا جثته تلات أيام لـ حد ما عفنت، وراحوا دفنوه في مكان مش معروف لـ العامة، خوفا من إن قبره يتحول لـ مكان مقدس بين أتباعه من الغوغاء والعامة والدهماء.

الراجل انقال فيه شعر بـ العامية، وبـ المناسبة ماهوش الوحيد في التاريخ اللي كان كده، ده مصر شافت في الثلاثين سنة اللي فاتوا دول، يعني من التانينات لـ دلوقتي، ٢٦ واحد زي كده بـ حسب دراسة عملها ياسر ثابت، فاكر منها كويس واحد ظهر في إسكندرية أيام التمانينيات اسمه صلاح بريقع كان له أتباع كتير، وكانت قضية هزت مصر كلها.

إنها تفتكر الراجل الدكروري ده اللي مات كان مصدق إنه فعلا نبي؟ أكيد، مش كده؟!

Comments are closed.