Take a fresh look at your lifestyle.

الشيخ بخيت

21

المعركة من زمان

سنة 1955، كان فيه شيخ أزهري، اسمه الشيخ عبد الحميد بخيت، وكنا ساعتها في رمضان، الشيخ بخيت كتب مقال، وبعته لـ جريدة الجمهورية، ف الجمهورية رفضت تنشره، راح باعته لـ الأخبار، الأخبار نشرته، والدنيا إيه بقى ؟

الشيخ بخيت 1
الشيخ بخيت

ولعت ما هديتش

أبدا، الراجل كتب إن صيام رمضان مش فريضة، واللي ما يقدرش يصوم ما يصومش، بس يطعم مسكين، ولو ما يقدرش يصوم، وما عندوش يطعم مسكين، يبقى براءة، وهو مش مكلف بـ الصوم. إحنا هنا ما يعنيناش أوي هو استند لـ إيه بـ الظبط، ده مكانه سياق تاني، وإحنا مش عايزين نقول هو عنده حق ولا ما عندوش، عايزين بس نتتبع الحدوتة اللي حصلت وقتها.

أول كل شيء كده، الأزهر طلع بيان شديد اللهجة هجوم على الشيخ وعلى رأيه، وقال إنه مش بـ يستند لـ أي دليل أو شبه دليل (مع إن الراجل مستند لـ حاجات من القرآن) وطبعا البيان ما ناقشي الموضوع من أساسه، بـ اعتباره غلط بداهة.

لـ حد هنا عادي، الأزهر بـ يشوف شغله، وفي النهاية الراجل اتقدم بـ اعتباره شيخ في الأزهر، فـ هم عايزين يقولوا إن الرأي ده لا يمثلنا، تمام، لكن الخطوة التالية كانت التصعيد في اتجاه عقاب الراجل، وراحوا محولينه لـ التحقيق.

تحويل المعركة

طلعت مقالات ترد على بيان الأزهر، أشهرها مقال لـ طه حسين طبعا، بـ يدافع عن الراجل، صحيح طه حسين ما أيدش الراجل في رأيه، لكنه دافع عن حقه حتى في الخطأ، يعني الكلام عن حرية الاجتهاد، طه كان بـ يحاول يزق المعركة في اتجاه تاني، علشان ما تفضلش محصورة في إن الصيام فريضة ولا لأ.

أكيد ظهرت مقالات ترد على طه حسين، ومقالات ترد على الردود، والعركة اشتغلت في الصحافة: هل من حق الأزهر يعاقب المواطن ده، ولا يكتفي بـ البيان وخلاص. بس المقالات كانت ماشية في اتجاه، وعلاقة بخيت بـ الأزهر ماشية في اتجاه تاني خالص.

هم حولوه لـ التحقيق، وهو حس إن الموضوع كبر، وهو مكنش متخيل إن الدنيا هـ تتكركب معاه بـ الشكل ده، فـ بقى همه يخرج من المزنق، لـ إن الموضوع دخل في أكل العيش، ما بقاش مجرد معركة فكرية، فـ تفتق ذهنه عن حاجة ظريفة .

قرر الشيخ بخيت إنه يبعت بيان لـ جرنان الجمهورية، يقول فيه إن فيه أخطاء مطبعية في المقال خلته يطلع بـ الشكل ده، وإن ده مش رأيه الحقيقي،

متجتهدش تاني بقى

بعت البيان فعلًا، ، بس محاميه لما عرف، قال له: إنت بـ تعمل إيه يا شيخ، كده فيه ضرر أكتر، لـ إن الصياغة مكنتش تسمح بـ حكاية الخطأ المطبعي ده، فـ اتصل الشيخ بـ الجمهورية، وسحب البيان.

 من جهة ثانية حصلت اتصالات ووساطات بين الشيخ عبد الحميد وبعض المسئولين، في انتهوا إلى إنه لازم يصدر بيان واضح لا لبس فيه إنه غلطان، ومكنش يصح يعمل كده، في عمل الشيخ زي ما قالوا له، بس على مين، برضه خضع لـ التحقيق.

البيان اللي طلعه على لجنة التحقيق تخفض العقوبة بعد ما كانوا ناويين يفصلوه خالص، ويجردوه من شهادة العالمية اللي خدها من الأزهر، وهكذا، قرروا بس إنهم يمنعوه من التدريس، وينقلوه لـ وظايف كتابية أدنى، يعني برضه تشريد بس على خفيف.

ما انتهتش القصة هنا، لـ إن الشيخ بخيت رفع قضية قدام القضاء الإداري ضد الحكم الصادر بـ حقه، وطلب يرجع وظيفته بـ اعتباره تاب وأناب، ما عادش يعملها تاني، في رجعته المحكمة بعد فترة طويلة، كان اتربى فيها، وحرم يجتهد ثاني. بس يا سيدي، ومن ساعتها.

Comments are closed.