Take a fresh look at your lifestyle.

الدمرداش الراجل مش المستشفى

82

اللي بني مستشفى الدمرداش

واحد اسمه الدمرداش، بس مكنش أي واحد. عبد الرحيم الدمرداش، الراجل ده من أغرب الشخصيات اللي ممكن تقرا عنها، لـ إنه جمع بين تلات حاجات صعب جدا تجتمع في إنسان واحد .

بس أهي حصلت. أولا، أبوه كان راجل متصوف، وشيخ طريقة، هي الطريقة الدمرداشية، ولما اتوفى أبوه كان عنده ٢٤ سنة، في النظام في الطرق دي كان توريثي، بـ معنى إنه ابن شيخ الطريقة هو اللي لازم يتولى مكان أبوه، وقد كان.

لـ حد كده حاجة عادية مفيهاش أي حاجة، ابن شيخ الطريقة بقي شيخ طريقة عادي، هـ يقوم بـ دوره، ويقرا الورد كل يوم، ويعمل الحضرات والذكر والموالد، كل اللي بالك فيه، بس اللي مش عادي إن نفس ذات الراجل يبقى واحد من رجال الأعمال المعدودين في مصر، وإنه يفضل يعمل فلوس لـ حد ما ثروته توصل نص مليون جنيه على الأقل، أواخر فترة حياته، هو تجاوز الخمسين سنة وهو شيخ الطريقة.

العشرينات، يعني حضرتك بـ تتكلم في مليارات بـ حساب التضخم. المزج بين الطريقة الصوفية والبيزنيس، خلى رجال أعمال ومسئولين كبار يسلكوا في الطريقة الدمرداشية، ويبقى لها صيت عالي في مصر طول الحاجة التالتة إنه مع ده وده كان مهتم بـ الأدب، وقارئ جيد، لـ درجة إن بنته «قوت القلوب هانم الدمرداشية» كانت كاتبة معروفة، وهو كان بـ يشجعها على الكتابة والنشر، كان كان مهتم بـ الفن وابن نكتة، ده غير معرفة موسوعية في التاريخ والجغرافيا.

بناء المستشفى

مستشفى الدمرداش
مستشفى الدمرداش

سنة ١٩٢٨، لما قرب على التانين، وحس إنه قرب، قرر يعمل حاجة تفيد البشر إلى أبد الآبدين، في ما فكرش يعمل مثلا جامع، ويسميه مسجد الطريقة الدمرداشية، لأ، قرر يعمل مستشفى ضخمة تحمل اسمه، وكان ساعتها رئيس الوزرا هو النحاس باشا.

راح الدمرداش لـ النحاس، ووضع مشروع المستشفى تحت تصرف الحكومة المصرية، مع وضع شوية شروط، بـ اعتباره هو اللي هـ يصرف: أولًا، تخصيص 40 ألف جنيه لـ بناء المستشفى، مع الإسراع في عمل المناقصة، على أساس يلحق يشوفها قبل ما يموت، وعلشان شرط السرعة ده، زود التبرع خمس تلاف جنيه كان.

ثانيا، تخصيص ستين ألف جنيه كـ وديعة تصرف منها المستشفى على المرضى، على اعتبار إن مبنى المستشفى أقل حاجة في التكلفة، إنها بعد كده فيه تكاليف عالية من رواتب ومستلزمات وخلافه، فـ كان الإنفاق على ده من ريع الستين ألف (ما تنساش التضخم).

ثالثا، وده الأهم، تقبل المستشفى جميع المرضى أيا كانت حالتهم، ويتلقوا العلاج في المستشفى مجانا بـ صورة كاملة، وذلك دون أدنى تمييز بينهم على أي أساس عرقي أو ديني أو طائفي أو عنصري، المسلم زي المسيحي، الأبيض زي الإسود، الصعيدي زي البحراوي.

وراء كل رجل عظيم امرأة

مرات الشيخ عبد الرحيم بقى، قالت له: وإنت يعني هـ تطلع أجدع مني؟ وراحت باعت كل صيغتها ومجوهراتها، طلعوا 16 ألف جنيه، راحت خصصتهم لـ إنشاء معهد للبحوث الطبية والعلمية، وما فضلهاش من مجوهراتها إلا حاجات بسيطة لـ الاستخدام الشخصي، وفعلا تم إنشاء المعهد. بدأوا بنا المستشفى، بس لـ الأسف الشديد ما لحقش الشيخ الدمرداش يشوف حصاد زرعه، واتوفي قبل ما يكتمل بناؤه ويفتتحوه لـ الجمهور.

لما تدور على سبب لـ تصرف الدمرداش بـ الطريقة دي، يبقى لازم نقول إنه كان تلميذ مخلص ونجيب لـ الشيخ محمد عبده، الراجل العظيم اللي كان بـ يحب الحياة ليه ولـ غيره.

Comments are closed.