Take a fresh look at your lifestyle.

التحنيط بتدخين الجثث في غينيا الجديدة

335

نظرة نادرة على الحياة والموت في قرية نائية في غرب المحيط الهادئ .

هاخدك وهنروح مع بعض نشوف موضوع غريب في غينيا الجديدة . وغينيا الجديدة هي جزيرة كبيرة في جنوب غرب المحيط الهادي ، شمال أستراليا ، وتعتبر تاني أكبر جزر العالم بعد جرينلاند ، والنص الغربي من الجزيرة تحت حكم إندونيسيا ، وبقية الجزيرة تمثل معظم مساحة دولة بابوا غينيا الجديدة اللي استقلت عن أستراليا سنة 1975 .

بنظرة أخرى في مكان تاني من الكوكب الذي نعيش فيه حتى الأن وبالرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي في العالم كله لكن في قبائل في اماكن كتير في العالم عايشين في عالم تاني خالص ومفيش اي نوع من انواع الحضاره وصلتلهم وهتكلم معاكم النهاردة عن قبيلة اسمها أنغا في بابوا بغينيا الجديدة ، ودي قبيلة بتمارس من مئات السنين طريقة غريبة جداً لتحنيط الجثث بتاعتهم ، اي حد بيموت سواء راجل او ست او حتي طفل بيحنطوا جثته بالطريقة غريبة جداً .

والطريقة دي أسمها “تدخين الجثث” يعني مش بيستخدموا مواد كيميائية مثلا علشان يحافظوا علي الجثة .. لأ دول بيحنطوا الجثث عن طريق تدخينها وبعد كدا بتتحول لمومياء وبعد كدا بيحطوها على منحدرات حادة جدا علي الجبل علشان تطل علي القرية .

أي شخص هيدخل القرية هيشوف منظر رهيب ومرعب وهيحس انه دخل فيلم رعب او قصه من قصص ألف ليلة وليلة لأنه هيشوف الجثث بعد طريقة التحنيط الغريبة دي لونها أحمر ومتعلقة علي الجبل في منظر مرعب ومهيب ، لكن أهالي قبيلة أنغا بيعتبروا ده أحترام كبير لموتاهم .

طيب ازاي بتحصل عملية التدخين الغريبة دي للجثث ؟

العملية بتحصل بدقة وحرفة عالية عن طريق ناس متخصصة في التحنيط ، وعملية التحنيط بتبدأ بانهم بيشقوا الركبتين والأيدين من عند الكوع وبيشفطوا كل الدهون من جسم الميت وبيحشوا أحشاءه بأعواد الخيزران .. اللي جاي ده بقي صعب شويه .. الناس اللي بتحنط الميت بتجمع كل السوائل اللي في جسم الشخص الميت وبيجمعوا اهله في اجتماع وبيعملوا طقوس معينه بيحطوا فيها السوائل اللي خدوها من جسم الميت علي شعر وجسم أهله علشان معتقدين ان كدا هما هينقلوا قوة الميت لأهله .. وباقي السوائل بيحتفظوا بيها علشان يستخدموها في الطبخ بعد كدا .. وكمان بيقطعوا لسان الميت وبيدوه لزوجته .

انا عارف ان الموضوع صعب جدا ومقزز بس كان لازم انقلكم الموضوع كامل .. المهم ان في مرحلة بعد كدا وبيحصل فيها خياطة العينين والفم وفتحة الشرج علشان يمنعوا ان الهوا يدخل الجثة لان لو دخل اي هوا في جثة الميت بتتعفن ، وقفل كل فتحات الجثة بيخلي الموموياء محتفظة بحاله كويسة لمئات السنين ، بدليل ان في جثث بقالها اكتر من 300 سنة موجوده علي جبل موروبي .

بعد كل ده بيدخلوا الجثة حفرة كبيرة فيها نار علشان تبدأ عمليه معالجتها بالدخان ، وبعد وقت طويل بتكون الجثة كلها اتدخنت وبيغطوها بطبقات من الطين وأكسيد الرصاص الأحمر اللي بيعتبر طبقة بتحمي المومياء من انها تتعفن او تتحلل .

كدا بيكون المتخصصين في التحنيط خلصوا شغلهم وجهزوا المومياء انها تتعلق علي منحدرات جبال موروبي ، وفِي بعض الأحتفالات والمناسبات بينزلوا المومياوات من علي المرتفعات في الجبل للقرية تحت وبيرجعوها بعد ما الاحتفال ما ينتهي .

لما بابوا غينيا الجديدة حصلت على استقلالها سنه 1975 اتحظر عملية التحنيط بالتدخين لانها قاسية جدا ومرعبة بقت قبائل كتير بتدفن موتاهم على الطريقة المسيحية ، بس لسه لحد النهاردة بعض القبائل القليلة في المناطق النائية بتحنط موتاهم بالطريقة دي لان عندهم اعتقاد ان جثث محاربين الأنغا بتديهم وضع خاص من الاهتمام والاحترام و الأهالي بيعتبروهم هما اللي بيحموا القرية حتى بعد موتهم وده السبب اللي بيخليهم يحطوهم في اماكن خاصة على منحدرات الجبل بحيث انهم يقدروا يراقبوا القرية كلها علي حسب اعتقادهم .. وفِي مومياء لواحد من المحاربين مات في الحرب العالمية التانية لما جندي ياباني طعنه بالحربة .

Comments are closed.